نستقبل الإمتحانات بحفظ الصفحات , و أرقامها , و شكل المفردة حين يصيبنا الإعياء من نطقها جيدا , كنا نحفظ كل شيء معادلات الرياضيات , تركيبة عنصر كيميائي , قانوناً فيزيائياً , كل مقرر هو مادة للحفظ , مادة لاستعادة البلادة الأولى ,بلادة أولئك الذين يتابعون الشعراء في بلاط الحكام , والخلفاء , وحفظ قصيدة مدح كاذبة قيلت في سلطان لا يفهم من الدنيا سوى الاستمتاع بسماع التبجيل , والتأليه , نحن حفاظ نعيد سرد أبيات قصيدة واحدة مكررة عبر الزمن , نرددها , ولا نعرف من معانيها شيئا , مهمتنا الإمساك بجرسها الموسيقي , و عندما يختل نستلهم قدرتنا البصرية , فنحفظ أشكال الكلمات , و أمام ورقة الامتحان نتخبط في كتابة ما حفظنا .
Autor: عبده خال