هذا النفاذ إلى الذات أخرى يحقق لذّة قصوى.. إنها لذّة معرفة إنسان إلى أقصى درجة.. فأي إنسان يبدو أمامنا لغزاً.. حتى أبينا وأمّنا .. حتى أبناؤنا وبناتنا.. حتى أصدقاؤنا.. ولكن هناك شخص واحد نقترب منه اقتراباً شديداً. ونظل نقترب ونقترب حتى نعرف دقائق نفسه.. فتحدث ألفة شديدة بيننا وبين دقائق هذه النفس فنحبه حباً سديداً.. وبذلك نفهمه من صوته.. من أبسط ملامح وجهه. وبذلك ينكشف حجاب الإنسانية أمامنا. ولأن هذا لا يتحقق إلا مع إنسان واحد فقط فإننا لا نستطيع أن نتخلى عنه أبداً.. لا نستطيع في يوم من الأيام أن نبتعد عنه نفسياً..
Autor: عادل صادق