- قد يكون الشعب الخاضع للاحتلال من اكثر الشعوب رهافة واستعداداً لاظهار مشاعر الفرح. وهذا مخالف تماماً لصورة الفظاظة والقسوة التي يرسمها له عدوه واجهزة الاعلام الشغوفة بالتنميط. تحت الاحتلال تهتز مشاعر الانسان بالسرور الحقيقي لمجرد حصوله على انبوبة بوتاغاز, او ربطة خبز, او تصريح مرور, او مقعد في الباص. يفرح لوجود حبة الضغط في الصيدلية, ولوصول سيارة الاسعاف قبل ان يموت مريض يخصه, يسعده وصوله سالما الى البيت, تسعده عودة التيار الكهربائي, يطربه تمكنه من المشي على الشاطئ, يرقص لأتفه فوز في اي مجال حتى في لعب الورق. هذه الهشاشة الانسانية في ارق صورها تتجلى بأبعاد اسطورية في صبره الطويل عندما يصبح الصبر وحده مخدّات ليّنة تحميه من الكابوس.
Autor: مريد البرغوثي