إن العالم الذى يقدمه العلم لمعتقداتنا هو مثل أكبر في انعدام الهدف والغرض, والافتقار إلى المعنى, وفى وسط عالم مثل هذا , يجب ان تجد مثلنا العليا مكاناً فيها, لأن الإنسان هو محصلة لمسببات لا تعرف نتائجها التي تصل اليها, وان, أماله ومخاوفه, ما يعشقه وما يؤمن به, ماهي إلا نتائج تجمعات عشوائية من الذرات, وأنه لا نار ولا هو بطولة ولا هو وحدة شعور ولا قوة فكر بمقدورها استبقاء حياة فرد خارج القبر , وأن كل عمل للأحيال وكل ما تم تكريسه واكتسابه واستلهامه وكل ضياء للعبقرية البشرية محكوم عليه بالفناء العظيم للنظام الكوني, وأن المعبد الخاص بإنجازات الإنسان بكامله يجب أن يدفن تحت أنقاض كون هالك . كل هذه الاشياء -إن لم تكن غير قابلة للنقض - فهي شبه مؤكدة ولا يمكن لفلسفة ترفضها ان تقوم لها قائمة.!!!!