كانت على الدوام تُحب أحداً ما، ولا تستطيع أن تعيش من دون ذلك. في الماضي أحبت أباها الذي أصبح يجلس الآن مريضاً في مقعد، في غرفة مُظلمة، ويتنفس بصعوبة. وأحبت خالتها التي كانت تأتي من بريانسك أحياناً، مرة كل عامين. وقبل ذلك، عندما كانت تدرس في المدرسة المتوسطة، أحبت مدرس اللغة الفرنسية. كانت آنسة هادئة، طيّبة حنوناً، بنظرة وديعة ناعمة، وفي غاية الصحة. وعندما ينظر الرجال إلى خديّها الممتلئين المتورديّن، وإلى عنقها الأبيض الناعم ذي الشامة الداكنة، وإلى ابتسامتها الطيّبة الساذجة التي ترتسم على وجهها عندما تسمع شيئاً سارّاَ، كانوا يفكرون: "نعم، لا بأس بها.." ويبتسمون هم أيضاً، أما النساء فلا يتمالكن أنفسهن في أثناء الحديث من الإمساك بيدها والقول في غمرة السرور: يا حبّوبة!

Autor: Anton Chekhov

كانت على الدوام تُحب أحداً ما، ولا تستطيع أن تعيش من دون ذلك. في الماضي أحبت أباها الذي أصبح يجلس الآن مريضاً في مقعد، في غرفة مُظلمة، ويتنفس بصعوبة. وأحبت خالتها التي كانت تأتي من بريانسك أحياناً، مرة كل عامين. وقبل ذلك، عندما كانت تدرس في المدرسة المتوسطة، أحبت مدرس اللغة الفرنسية. كانت آنسة هادئة، طيّبة حنوناً، بنظرة وديعة ناعمة، وفي غاية الصحة. وعندما ينظر الرجال إلى خديّها الممتلئين المتورديّن، وإلى عنقها الأبيض الناعم ذي الشامة الداكنة، وإلى ابتسامتها الطيّبة الساذجة التي ترتسم على وجهها عندما تسمع شيئاً سارّاَ، كانوا يفكرون: "نعم، لا بأس بها.." ويبتسمون هم أيضاً، أما النساء فلا يتمالكن أنفسهن في أثناء الحديث من الإمساك بيدها والقول في غمرة السرور: يا حبّوبة! - Anton Chekhov




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab