سألتني أمي لماذا أندفع خلف كلام الكتب والأفكار المجردة. كنا نشتري لك الكتب كي يتفتح عقلك وتتفوق في دراستك وتتقدم في حياتك، كنا نحب أن نراك الأول على مدرستك وأن نسمع المدرسين يمتدحون نبوغك، كنا نباهي بك الجيران. هل كنا نغزل كفنك بأيدينا؟ كان أبوك يشتري لك كتب التاريخ وسير الأنبياء والصحابة ليحسن من خلقك ويغرس فيك الرجولة والمثل العليا. لم يكن قصدنا يا بني أن تتقمص أحد هذه الأدوار ولا أن تتبع هذه المثل إلى النهاية، هذه مثل يا بني نحاول قدر استطاعتنا أن نحيا بها، ولكن الحياة عمرها ما كانت تطبيقا للمثل، الحياة لها ضغوطها وكل إنسان له ظروف عليه أن يكيف أولوياته وسلوكه تبعا لها.
Autor: عزالدين شكري فشير