المرأة والرجل وجهان لجوهر الإنسان، وكلاهما يقترب من الآخر في ابتداء العمر، وفي أواخره.
فالرضع يتقارب فيهم الذكر والأنثى، ثم يبتعدان إذا ما صارت البنت جارية، والولد صبياً. وينجذبان حين ينفصلان، ويتحرقان لحل الذكر في الأنثى; ليكتمل بإجتماعهما معنى الإنسان. وقد سمي الذكر الإحليل، من الحِلّ. فإذا شاخ أحدهما، عاد بحاله واقترب من الآخر. فتصير العجوزُ كالرجل، وقد ينبت بوجهها الشعر. ويصير الشيخ حنوناً كالإناث، وأُمومياً مثلهن. فكأن العجوز تصير أباً، ويغدو الشيخ أماً. ويكُفان عندئذٍ، عن الإشتياق والتحرق.
في كل أنثى ذكر، وفي كل ذكر أنثى.
Autor: يوسف زيدان