المشكلة الأكثر عمقا والأكثر أهمية للمستقبل هي تلك الخاصة باختيار الأهداف النهائية, أي إنها مشكلة دينية. أو بالأحرى مشكلة إيمان, لأن الأديان وحدها تبحث وتجيب عن الأهداف النهائية للحياة.
لم ينجح النظامان الاجتماعيان في الشرق والغرب, لا الأول ولا الثاني, في الإجابة عن هذه الأسئلة الخاصة بالأهداف النهائية, فشلت الرأسمالية لأنها لم ترى أي هدف سوى النمو الكمي لإنتاج السلع والخدمات وأرباحها.
وفشلت اشتراكية الدولة في نموذجها السوفيتي. اتخذت لنفسها هدفا, لكن اتضح أنها غير قادرة على الوصول إليه بالوسائل التي استخدمتها.
ولدت كل منهما على نفس التربة الثقافية الغربية. اشترك النظامان في اليقين الزائف نفسه, الصادر عن غرور النهضة, وهو أن "العلم" التجريبي والرياضي يمكن أن يجيب عن كل المشكلات ويحلها. الوسائل الهائلة التي خلقها ستضمن السعادة.
Autor: Roger Garaudy