ولم یكن ذلك بنظم دلیل وترتیب كلام ، بل
بنور قذفه الله تعالى في الصدر وذلك النور هو مفتاح أكثر المعارف ، فمن ظن أن
الكشف موقوف على الأدلة المحررة فقد ضیق رحمة الله [ تعالى ] الواسعة ؛ ولما سئل
رسول الله صلى الله علیه وسلّم عن ( الشرح ) ومعناه في قوله تعالى:
( (( فمن یرد الله أن یهدیه یشرح صدره للإسلام)) (الأنعام: 125
قال: (( هو نور یقذفه الله تعالى في القلب )) فقیل: (وما علامته ؟) قال: (( التجافي. وهو الذي قال صلى الله علیه وسلم ] عن دار الغُرُورِ والإنابة إلى دارِ الخُلُود ))
فیه:
(( إن الله تعالى خلق الخلقَ في ظُلْمةٍ ثم رشَّ علیهمْ من نُورهِ ))
فمن ذلك النور ینبغي أن یطلب الكشف ، وذلك النور ینبجس من الجود الإلهي في
بعض الأحایین ، ویجب الترصد له كما قال صلى الله علیه وسلّم:
(( إن لربكم في أیامِ دهركم نفحاتٌ ألا فتعرضُوا لها ))
Autor: Abu Hamid al-Ghazali