إن الابرة الممغنطة التى تهدى السفن باتجاها لهى القلب الذى تحمل فيه السفينة روح الأرض
والقلب الإنسانى هو كتلك الإبرة غير انه يحمل روح السماء
ولولا حاسة الإتجاه الإلهى فيه لتمزقت علينا جهات الأرض فى أنفسنا فضَلِلنا فيها
وارتبكنا فى فُتُوقها الواسعة حتى لا يهتدى إنسان إلى الجهة الإنسانية
ولكنا نتغافل عن الحاسة فيه وترى أكثر الناس لا يُقبلون بأنفسهم إلا على جهة أجسامهم
ويطوى أحدهم الدهر الفسيح من عمره وما ارتفع قليلاً ولا كثيراً
بل يكون كالطير فى قفصه يتخبط بين أرض وسماء ، وما بين سمائع وأرضه إلا علو ذراع !
وإن أشد ما كانت الحياة وأشدّ ما هى كائنة على من لا يجد لذة قلبه فيها
وأصعب ما تكون الإنسانية على من يعظم بحيوانيته وحسب
فتراه وكأن مئة حمار ركَّبت منه فى حمار واحد ولكنه حمار عظيم !

Autor: مصطفى صادق الرافعي

إن الابرة الممغنطة التى تهدى السفن باتجاها لهى القلب الذى تحمل فيه السفينة روح الأرض<br />والقلب الإنسانى هو كتلك الإبرة غير انه يحمل روح السماء<br />ولولا حاسة الإتجاه الإلهى فيه لتمزقت علينا جهات الأرض فى أنفسنا فضَلِلنا فيها <br />وارتبكنا فى فُتُوقها الواسعة حتى لا يهتدى إنسان إلى الجهة الإنسانية<br />ولكنا نتغافل عن الحاسة فيه وترى أكثر الناس لا يُقبلون بأنفسهم إلا على جهة أجسامهم<br />ويطوى أحدهم الدهر الفسيح من عمره وما ارتفع قليلاً ولا كثيراً<br />بل يكون كالطير فى قفصه يتخبط بين أرض وسماء ، وما بين سمائع وأرضه إلا علو ذراع !<br />وإن أشد ما كانت الحياة وأشدّ ما هى كائنة على من لا يجد لذة قلبه فيها<br />وأصعب ما تكون الإنسانية على من يعظم بحيوانيته وحسب<br />فتراه وكأن مئة حمار ركَّبت منه فى حمار واحد ولكنه حمار عظيم ! - مصطفى صادق الرافعي




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab