في جناحنا سجناء سوريّون وفلسطينيون ولبنانيون وأردنيون وعراقيون.... شيوعيّون وقوميّون ودينيّون ولا شيء.
يا إلهي كم يبدو مخجلاً هذا البيان القومي الديمقراطي الفاضح!
في جناحنا أطفال وشباب وكهول وهرمون وموتى في مراحلهم التدريبيّة الأخيرة.
طوبى.. طوبى لمن يستطيع أن يكون، كما لو انه لم يكن أبداً
في جناحنا أبجديات تمحو ثقافة الحب والموت والألم والصّلوات، وتعيد الطين إلى أميته الأولى. أبجديات لا يربكها الإعلان عن استقالة الزمان من المكان،
والصمت من اللّغة، والشريعة من غاباتها المتنكِّرة للأعراف والتقاليد.
أشرب الآن ولا رغبة لي، في هذه اللّحظة الراعفة، أن أرفع أيَّ نخب سوى العدم.
لا تسألوني من أين الخمر؟
من يتقن عشرين سبيلاً إلى الموت، سيجد سبيلاً ما، إلى إتقان صناعة الخمر.
وأشرب الآن ولا رغبة لي إلا أن أشرب.
أعرف أن بعضكم سيتمطَّق كثيراً بفتاوى هذا الإثم، وينسى أو يتناسى أنهم يشربون دمنا.
Autor: فرج بيرقدار