سمعت يوماً أحد مدربي التنمية الذاتية وهو يوضح للمستمعين الفرق بين النخلة والسدرة. فالنخلة ترمي بلحها بعيداً عن ظلها، وبعد أن تذوب البلحة بفعل الطقس، تغوص نواتها في الرمل لتنبت وتورق وتصبح نخلة جديدة. أما السدرة، فإنها ترمي بثمرها (النبق) تحتها مباشرة، حيث تمتد أغصانها في كل اتجاه لتغطي الثمر المتساقط الذي يبقى في الظل ثم يموت ولا ينبت شيئا، لأنه يفتقر إلى الشمس والضوء.

وعلى أساس ذلك التصنيف يتوزع
الناس بين النخلة والسدرة، فهناك من يرتع في الظل طوال حياته، وإن صادف وحالفه الحظ وانغرس في الرمل ثم نبت، فإنه لا يستطيع أن ينتج ثماراً ويفيد المزرعة التي ينبت فيها. وهناك من يهرب من الظل كما تهرب النواة من نخلتها، ليشبع بدنه بأشعة الشمس، التي تكون حارقة أحياناً، ثم ينطلق ليخمر عباب الحياة ويكتشف عوالم جديدة. هؤلاء فقط هم الذين نتذكرهم بعد رحيلهم، وهم الذين نروي قصصهم لأطفالنا قبل النوم، وهم الذين ترد أسمائهم في كتب المدرسة تحت عنوان (( عظماء من التاريخ)).

Autor: ياسر حارب

سمعت يوماً أحد مدربي التنمية الذاتية وهو يوضح للمستمعين الفرق بين النخلة والسدرة. فالنخلة ترمي بلحها بعيداً عن ظلها، وبعد أن تذوب البلحة بفعل الطقس، تغوص نواتها في الرمل لتنبت وتورق وتصبح نخلة جديدة. أما السدرة، فإنها ترمي بثمرها (النبق) تحتها مباشرة، حيث تمتد أغصانها في كل اتجاه لتغطي الثمر المتساقط الذي يبقى في الظل ثم يموت ولا ينبت شيئا، لأنه يفتقر إلى الشمس والضوء.<br /><br />وعلى أساس ذلك التصنيف يتوزع<br />الناس بين النخلة والسدرة، فهناك من يرتع في الظل طوال حياته، وإن صادف وحالفه الحظ وانغرس في الرمل ثم نبت، فإنه لا يستطيع أن ينتج ثماراً ويفيد المزرعة التي ينبت فيها. وهناك من يهرب من الظل كما تهرب النواة من نخلتها، ليشبع بدنه بأشعة الشمس، التي تكون حارقة أحياناً، ثم ينطلق ليخمر عباب الحياة ويكتشف عوالم جديدة. هؤلاء فقط هم الذين نتذكرهم بعد رحيلهم، وهم الذين نروي قصصهم لأطفالنا قبل النوم، وهم الذين ترد أسمائهم في كتب المدرسة تحت عنوان (( عظماء من التاريخ)). - ياسر حارب




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab