إن إنجازى لعمل من الأعمال الإبداعية ثم اكتشافى لمساوئه بعد تأليفه، هو أحد مآسىّ الروحية الكبرى، خاصة عندما أكتشف أن ذلك العمل هو أفضل ما أمكننى إنجازه. لكن لجوئى إلى كتابة عمل معين، مع معرفتى المسبقة بأنه لا بد أن يكون ناقصا وفاشلا، بل وملاحظتى ذلك أثناء عملية الكتابة: هو أقصى حالات التعذيب والإذلال الروحى. أنا لا أحس بعدم الرضا بالأشعار التى أكتبها وحسب، وإنما أعرف أن الأشعار التى علىّ أن أكتبها لن تنال رضاى بدورها. أعرف ذلك فلسفيا وجسديا. لماذا أكتب إذن؟ لأننى، أنا الداعى إلى التنازل والانسحاب، لم أتعلم بعد ممارسة هذا التنازل على أتم وجه. لم أتعلم التخلى عن النزوع إلى الشعر والنثر. علىّ أن أكتب كما لو كنت أنفذ عقابا. والعقاب الأكبر هو معرفتى بأن ما أكتبه باطل فاشل وغير يقينى.