خلال الحرب مع إيران صارت أمي نموذجاً لبطلات الروايات العصيبة. أم العائلة العراقية في المحنة. لديها ولدان على الجبهة مع إيران، وولد وبنت على الجبهة اللبنانية. حائرة .. تتابع أخبار الحرب على جبهتين. وقد قررت " أميرة عبداللطيف الجزائري" أن تنام على الأرض الصلبة كما ينام ابنها في الخندق. المذياع الصغير كان رفيقها وصلتها في ابنائها. تعرف موقع ديزفول، وأين تقصف الطائرات الإيرانية، كما تعرف أين تقع منطقة الحدث في لبنان وخطوط التماس، وأين سقطت قذائف الهاون الكتائبية ومكان تفجير السيارة المفخخة. المعارك لاتهمها، ولا المنتصر أو الخاسر، ولاتقدم الجيوش ولاتراجعها، إنما تعرف القتيل بصورته وتقاطيعه واسمه، ومركز الخرائط هو ابنها الملتصق بخندقه الطيني. تنام بعين واحده وأذنها يقظة متنصتة إلي صوت كل سيارة تمر في الشارع، فيدق قلبها كلما تباطأت: سيدخل، أم سيدخلونه؟

زهير الجزائري

Stichwörter: حرب-العاجز-سيرة-ع



Weiter zum Zitat



Seite 1 von 1.


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab