بعض الأحلام وأضغاثها للنفس نلبسها، ونسدلها على الروح رقية ليس لها من تأويل، أمن العراء ما ستر؟! ونسيرها من باب موارب للوهم والميل، وأشباه حقائق إن يتبع منها إلا الظن، أمن السراب ما روى؟! هل لعجز مطلق مطبق على الذات، محاك على الأطراف والأوصال، أن يخرق جذور الأرض بقدم أو يبلغ الأوطاد طولاً بقامة؟!
هدى عبد المنعمنامت ليلتها يراود خيالاتها حلم أسطورى هى فيه أميرة نائمة فى غيبوبة أبدية أو محتجزة فى علية قلعة منيعة، فى انتظار فارس يتجنى على طول استيطانها القحط مبدداً إياه شراذم مبعثرات، يجرها إلى عالم آخر يماثلها فيه العمر والحلم .
هدى عبد المنعملطالما حشرت نفسها فى زاوية معزولة بين الممكن والمستحيل، وصارت تقيس عليها الموجود والمعدوم، يوم بعد الآخر نحو الحلم على شفا جرف.
على الحافة.. وهم وهواجس مغوية وطريق إلى الأذى، بغير عبء بجراح وخدوش القفز فى الفراغ، ثم تجمد الهبوط قبل أبعد نقطة فى الهاوية، ثمة ما أوقفها على حافة السقوط..حد فاصل للوقوع الأسهل من الوقوف على قدمين، رفعها إلى حقيقة علياء!
على الحافة .. حلم قد تهوي بحثاُ عنه بالقاع ولا تدرى أنه فى انتظارك أعلاه!
يرى المخطىء حتى وإن فسر شبهة الخطأ بمقياسه الخاص مجرماً يستحق العقاب! أما إن وقع هو فى الخطأ سواء أقر به فى قرارة نفسه أو أدركه صواباً فيحلو له أن ينظر إليه بعين الرأفة!
هدى عبد المنعمقاضٍ يتاح له توقيع قانون العقوبات على المتهمين أمثاله! إن كنت متهماً فقد يُغفر لك إجرامك لكن إن كنت قاضياً مشتبهاً بالإجرام فلن يسامحك أحد لأنك بعيد عن نزاهة القضاء التى تُرضخ المتهم للحكم وتطاطىء رأسه للعدل ..أما وكفتا الميزان غير متساويتين فالإحساس بالظلم يجعل المتهم ناقضاً للحكم الواقع عليه ومؤمناً بالبراءة.
هدى عبد المنعملا شىء يقوى على الصبر مثل الحاجة
بقدر حاجتك إلى ما تصبو إليه بقدر ما يكون صبرك على كل ما يسد طريقك نحوه
يهيل على صدى الماضى تراباً ليسك القبر عليه ويرحل، لكن هوة بلا قرار لن تسدها ولو أطنان من الرمال ترجعه عنوة إلى قديم الزمان كلما حانت منه التفاتة إلى قعرها.
هدى عبد المنعموجوده كفيل بألا تعبأ بأدنى هم أو خطر يحيق بها، وعدمه لا تغفل معه ولا يغمض لها جفن حتى مطلع الصبح، وما أشد ظلمة لياليها فى غير وجوده وأيامها بدونه ليست استثناء .
هدى عبد المنعمقلبها يلتحف بعباءة حب يقنع أنه بغيرها سيتعرى من أجمل ما أرتدى فيتشبث بدفئها رغم أنها قد لا تستر حاجته لكنه إن خلعها سيموت من البرد !
هدى عبد المنعملماذا نرتدى أحياناً أثواب المحاماة ونتولى قضية قد لا تكون بالضرورة قضيتنا؟ لماذا نقف أحياناً على منصة النيابة ونهاجم متهماً قد لا يكون بالضرورة أجرم بحقنا؟ لماذا نترافع فى قضايا لن نُسجَن من أجلها ولا ننتظر فيها حكماً ببراءتنا؟ ربما لأنها قضايا من نحب !
هدى عبد المنعمPage 1 of 2.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.