المتعبون في الساحة، وجوههم ترقُّ يومًا بعد يوم، وشَعرهم يلين في هواء الليل و الأضواء الخفيفة، وحين ينظرون إلى بعضهم ترقُّ عيونهم أيضًا إلى درجة أنهم يظنون أنفسهم زجاجًا ...وينكسرون
وديع سعادةإنهم يتساقطون، الواحد تلو الآخر، المتشبثون بالإقامة. يتساقطون بأوطانهم التي صارت وهما. بانتماءاتهم التي صارت كذبا.
وديع سعادةالعابرون سريعًا جميلون. لا يتركون ثقلَ ظلّ. ربما غبارًا قليلاً، سرعان ما يختفي
وديع سعادةالأكثر جمالا بيننا، المتخلي عن حضوره. التارك فسحة نظيفة بشغور مقعده. جمالا في الهواء بغياب صوته. صفاء في التراب بمساحته غير المزروعة
وديع سعادةأَعدِ الماء إلى النبع ولا تُزعج الغيم
ولا تُصلِّ، لا تُقلق الموتى
دعْهم في ترابهم يستريحون
بقليل من الحطب المتبقّي في قلبي
أُشعل سيجارة
وأرى في دخانها رفاقي
الذين ماتوا سكارى على الطرقات
الذين عبروا النهر بلحظة واقتادوا اليباس في تجوالهم كي يكون لهم رفيق
الذين نخزوا في عروقهم أخيلةً علَّ الدم الضجر في شرايينهم لا يبقى وحيداً في الليل الطويل
رفاقي
الذين في عيونهم طرقات
وقطارات
لا تتوقف في محطَّة
الذين تركوا المفاتيح في الداخل وصفقوا الباب ومشوا
وفي بحار نظراتهم وُلدت أسماك غريبة
وصنَّارات
رموها
واصطادوا عيونهم.
لا ترمِ شيئاً
قد يكون ما ترميه
قلبك.
في قلبه ضجيج
كأنَّ مسافرين يحتفلون في حافلة
في قلبه
ولا يعرف حافلة ولا مسافرين
ولا يدري
أنَّ في قلبه طريقاً.
بشبهِ يدٍ لوَّحَ
لإشارة تلوّح له من بعيد
ومضى
صافقاً وراءه حياته
كبابٍ مخلوع.
ليس عندي ما أقوله. فقط أريد أن أتكلم، أن أصنع جسراً من الأصوات يوصلني بنفسي. ضفتان متباعدتان أحاول وصلهما بصوت. الكلمات أصوات. أصوات لا غير. هكذا هي الآن، هكذا كانت دائماً. أصوات لا نوجهها إلى أحد. نحن لا نكلم الآخرين. نكلم فقط أنفسنا.
وديع سعادةPage 1 of 12.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.