أمس، في مكتب زميلتي فادية، كنتُ أنظر إلى جمالها الخفي ويخطر لي أن حزام عفتها يخنقها وأنها بحاجة إلى التمرغ سنوات على جسد رجل كي ينجلي. سيفرك الرجل جلدها طويلَا وكأنها في حمام وسيطلع شكلها الحقيقي المختفي وراء طبقات من العفة المفروضة. نعم. سيفركها حتى يخرج الدم الفاسد الراكد كله لتتصالح مع جسدها ومع العالم
سلوى النعيميTags: الجنس الحجاب العفة المرأة-الشرقية
بعد الحب تسود عيناك ويضئ جلدك وكأن نورا تحت مسامك
سلوى النعيميقسّمتُ حياتي قسمين: ق م، وب م: قبل المفكر وبعد المفكر.
عندما رحل المفكر بقيتُ مصدومة كرضيع فطمته أمه قبل أن يشبع، في حالة من الفقد، من النقصان، من الوجع، من الهلاك.
عندما رحل المفكر تمنيتُ له الموت وبنيتُ قبرًا لي ونسيته في قلبي.
عشتُ شهورًا كالأحياء الأموات. زومبي. أتجوّل في حياتي مفرّغة من كل حياة. أصحو وأنام، أبتسم وأتكلم، وأضحك وأعمل وأسافر وألتقي الآخرين. أقوم بكل واجباتي الخاصة والعامة، وأنا أتأمل قدرتي على التمثيل.
بعد سنوات من رحيل المفكر فهمتُ أن لكل منّا مفكرًا ينتظره في لحظة من لحظات حياته. في درب من دروبها.
قد نضيعه بكلمة، بهزة كتف، برحلة مؤجلة، بتسويغ مرتبك، بخوف تاريخي بليد، بقواعد لعبة تخضع لقوانينها.
هناك من يعيش ويموت من دون أن يلتقي هذا الآخر الأساس، الذي يفتح أبوابه المغلقة على العالم.
خلال سنوات بعد رحيل المفكر، كنتُ أهمس أحيانًا باسمه. أدرك ما أعطاني وأشكره على عطائه. في أحيان أخرى ما كنت أستطيع أن أمنع نفسي من أن أقول له: أيها المفكر، عليك اللعنة.
بعد سنوات من رحيل المفكر انبثقت في رأسي جملة لشاعر ألماني كان يرددها هو أمامي: خلق الله الإنسان كما يخلق البحر القارات، بالإنسحاب. هل انسحب هو لأُخلق أنا؟
الآن وأنا أعيد قراءة ما أكتب، يخطر لي أن كل ما عشت كان من صنعي أنا. المفكر لم يفعل شيئًا إلا أن يرفع الغطاء عن كل ما جمعتُ من قبل. جاء في اللحظة المناسبة كي أصل إلى المعنى. لم يمنحه لي. أنا التي وجدته من خلاله.
أتسلى بتصريف الفعل واشتقاق الكلمات، وترتسم الخطوط الحمر تحت كل كلمة
أكتب كل الكلمات الحساسة ولا يتعرف الحاسوب الى أى كلمة منها. يضع تحت كل كلمة خطأ أحمر، وكأنه بُرمج بالتقية هو الآخر
حاسوب عذراء!. حاسوب مخصى على الأصح .
من خصى اللغة ؟
من خصى الحاسوب ؟
Page 1 of 1.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.