وليس من حق أي شخص مهما كان شأنه التدخل أو الاعتراض على تصرفات أجهزة القمع/لأن تلك القضايا أمنية بحتة/تتعلق بأمن البلاد (كما يدّعون)/وبتعبير أدق بأمن النظــــــام الذي-في سبيله-تهدر كل القيم/وتهتك/الأعراض/وتداس الكرامات/وترتكب الجرائم، وتنتهك الحرمات/فأمن النظام وسلامة رموزه فوق كل الاعتبارات والأعراف !
عبد الله الناجيويهدف التعذيب والإهانة أيضا إلى الانتقام من المعتقل بسبب الحقد الأسود الذي يحكم تصرفات أولئك الأوغاد، لأن أكثر المحققين، إن لم يكونوا جميعهم من أطراف الطائفة النصيرية المستولية على مقاليد الأمور، والمتسلطة على رقاب الشعب، وكذلك حال الجلادين والسجانين، إن صدورهم تتدفق بالحقد الدفين، وقد وجدوا هؤلاء الشبان المسلمين أمامهم، فراحوا يشفون بهم أحقادهم التاريخية، وانحرافاتهم النفسية والعقائدية، وصدق الله العظيم: (يا أيها الذين آمنوا-لا تتخذوا بطانة من دونكم-لا يألوكم خبالاً-ودّوا ما عنتّم-قد بدت البغضاء من أفواههم-وما تخفي صدورهم أكبر).
عبد الله الناجيوربما كان سبب الاحتفاظ بالمعتقلين الأبرياء هو خوف السلطة مما قد يقومون به من أعمال مضادة لهم، بعد أن اعتقلوا وأصبحوا حاقدين على النظام، نتيجة الاضطهاد والظلم الذي لحق بهم، خاصة إذا كانت الظروف العامة في البلاد تساعد على ذلك، كما يحصل في حالات الانتفاضات الشعبية..
عبد الله الناجيولربما تظاهر ضباط المخابرات باللين لأبعد الحدود، حين يقومون باستدعاء المعتقل، ويجلسون معه، ويبادلونه أطراف الحديث، ويقدمون له بعض المأكولات الشهية، وربما سمحوا لأقاربه بزيارته، ويمنونه بالأماني العِذاب (كالإفراج)، ويظهرون اهتماما بمشاكله الخاصة داخل وخارج السجن، ويؤثر هذا الأسلوب على بعض الناس، فالمعاملة اللينة من ضباط المخابرات مع المعتقل الذي أنهك جسميا ونفسيا من التعذيب، تؤدي لانهيار الحاجز النفسي بين السجين وخصمه، فينطلق المعتقل بالكلام دون أي ضابط، فيبوح بما لديه من معلومات مشكلاً بذلك ظروفاً معقدة جديدة، وسلبيات لانهاية لها مع الناس والأحداث...والتحقيق.
عبد الله الناجيوإذا وقع المعتقل أثناء التحقيق في أية هفوة أو زلة تتعلق بأحد المعتقلين/فعليه رد الأمور إلى نفسه أو إلى أشخاص آخرين يصعب على المخابرات الوصول إليهم، كالمسافرين خارج البلاد/مع إبلاغهم بعد ذلك، إذا أمكن،لاتخاذ الحيطة والحذر.
عبد الله الناجيعلى الشخص الملتزم بالعمل الجماعي أن يعي الغاية التي نذر نفسه لها
وأن يدرك أنه على ثغرة من ثغور الإسلام فانهيار البعض يكون طامة كبرى على المسلمين
إذ تؤدي اعترافاتهم إلى جر العشرات وربما المئات إلى السجون أو إلى المقصلة.
إن الثبات أمام التعذيب وتضليل المحققين يعتبران بطولة من نوع فريد/لأنها تؤدي إلى إنقاذ الكثيرين وربما أدت إلى نجاح الخطط، نتيجة فشل الطغاة في كشفها...
وما على الذين نذروا أنفسهم لذلك إلا أن يتحملوا تبعات الطريق،
فلا مكان للمنهزمين والمتخاذلين ضمن الدعوة،
والذي يشعر بنفسه أنه غير قادر على تحمل
تبعات الطريق، فما عليه إلا الابتعاد عنه،
حتى لا يكون عثرة أو طامة كبرى على الدعوة
وأهلها وقت الشدائد
تلجأ أجهزة المخابرات لتعذيب المعتقلين بغية انتزاع الاعترافات،
ويحصل هذا عندما يقتنع المحققون أن المتهم يخفي بعض ما يعرف،
وهذا لا ينطبق على (باطنيي) سورية فالتعذيب هدف في ذاته.
فالاستجواب يأخذ شكله المعروف، أي: التعذيب لانتزاع الاعترافات المطلوبة.
وعند الفشل في الوصول لإثبات تهمة ما
فالجلاد عادة ما يلجأ إلى التعذيب، والإهانة والقهر بعد ذلك ليس لهما سوى هدف واحد، هو المحافظة على رهبة المكان، الذي يجب أن يحمل الرهبة دائماً في أذهان الناس،
لأن هيبة النظام
من رهبة أجهزته القمعية
التي يجب المحافظة عليها دوماً
!
وعلى المعتقل أن يرد كل شيء لنفسه ما أمكن لتجنب توريط الآخرين، سواء أكانوا مرتبطين بالعمل أم لا
عبد الله الناجيويجب تجنّب التناقض بالاعترافات، وأن يقول الإنسان ما يعتقد فيه النجاة والإفلات من قبضة الجلادين، تاركاً قناعاته الشخصية جانباً
عبد الله الناجيPage 1 of 2.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.