قال لنفسه : لن يسحقني هذا الشوق,لن تغرقتني موجته التي ترتفع,وتغمرني,كموجة من الدموع لتي تصعد بي,و تسقط.لن أترك المياة المتراطمه تطويني في غمرتها,و تملأعيني بهذا الملح الحار,أشهق بالصرخة التي تسدها الماء.
ولكن الأرادة,والنية المعقودة,ليست لهما الكلمة الأخيرة
وهم مع ذلك درعٌ لنا وثيقة، حماهم الله للبلاد، وحماهم مما قد يلهمهم به الشيطان
إدوار الخراطحرصهم على مجرد البقاء أحياء جمّدَ فيهم خصائص الحياة
إدوار الخراطإنما الوصل إليك يا كريم يا حبيب المفترقين و المغتربين..وأنت قوّام رحيم
إدوار الخراطكل شيء يبدأ من جديد، من جديد، في ذهول مستمر متصل من مشهد ماثل لا ينزاح، ولا ينجاب، ولا يناله الصمت ولا النسيان. أبداً أبداً يبدأ من جديد، في دورة لا تقف من عذاب متوتر لا يطاق، ولا يزول
إدوار الخراطسعيدة هي بأن تضع على هيكل رجولته القوية و إيمانه الوطيد الأركان قربانا من عجين نفسها الطيع، ينضج ويحترق على أحجار جسمه المتقدة بنار عذابه العميقة
إدوار الخراطعلى شطّ النيل صفوف ممتدة من المرضى على الأرض، تنتقل بينها أشباح الرجال، تكاد تتهاوى لولا وقفة أخيرة من العزم وإرادة النجاة. النيران لا تكاد تدفئ الأوصال المرتعدة بالحمى، الأنين الطويل الغائب عن الوعي يترامى في الهواء، فيه يأس و نداء لا يسمعه و لا يلبيه أحد
إدوار الخراطنشبت النار بشراع المراكب المنسحبة، وتساقط من على صواريها أشباح الرجال يطسّون الماء ويرتطمون بجدران السفن، والألسنة الدقيقة تلعق الأخشاب و تتراقص و ترتفع و تتناثر بسرعة خاطفة، فإذ مواقد مليئة باللظى المتأجج المضطرم تتقلب في النيل، و الصفوف الممتد على الشطّ تتهاوى و تسكن فيها كل حركة، وحشود الهاربين تحصدهم السيوف..و تطيح بهم الخيول
إدوار الخراطلا تهويم ولا نعاس هناك، و إنما الكلال و الرهق الخامد المستمر الذي ضاع فيه سياق الزمن ومعناه
إدوار الخراطوتقلع السفن واحدة بعد الأخرى، في الظلام، حصونا مترنحة يطويها الأفق، مثخنة بالجراح التي تطأ قلوب الرجال وسطوح المراكب على السواء
إدوار الخراطPage 1 of 2.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.