وحيدا كان في القطار المتجه جنوبا. لم يرَ سواها حين مر قطار الشمال العتيق المزدحم. أغمض جفنيه على صورة وجهها المبتسم.
يقول مَن شهد الحكاية إنه لم يفتحهما حتى توقف القطار.
متى تبدأ القصص بالضبط؟ وكيف نحدد نقطة بعينها في دائرة الحكاية لنسميها البداية وأخرى نسميها النهاية؟ ألم يحدث قبل نقطة البداية المزعومة تلك أي شيء له أهمية ما؟ أي شيء قد يكون هو الدافع المنسي للأحداث، والمحرك الأول المستتر لمصائر أبطال الحكاية؟ وماذا عن النهاية؟ ألا يطرأ على أبطالنا على الإطلاق ما يستحق الذكر بعدها؟ هل يعيشون بعدها أبدًا "في تبات ونبات"؟! هل تنتهي حقًا أية حكاية؟
أحمد الديبهي تكره البُدناء كما تكره اللون البُني. تفكر الآن في حظها السيء وهي تنظر إلى الخاتم الفضي العريض الذي طوَّق إصبعه المكتنز منذ لحظات.
تنتظر – في صمت كالعادة – انتهاء الليلة الصاخبة وهي تتأمل تجاعيد فستان خطوبتها البني الذي تم الاتفاق عليه.
رقَّ قلبه عندما رأى جارته العجوز تحمل في كل يد حقيبتين. مضى مسرعا ليحمل عنها اثنتين. رأى ابنتها الشابة قادمة فمدَّ يده ليحمل الحقيبة الثالثة.
ابتسم الشيطان طويلا قبل أن يمضي إلى مكان آخر.
كان صديقه الأقرب، فقط لأنه كان موجودا لفترة طويلة. انطفأت صداقتهما مع الوقت، فقط لأن الفترة صارت أطول.
أحمد الديبقال الفتى: ولكنني لا أريد ذلك أيضا. في الحقيقة يا والدي أنا لا أريد أن أكون حدادا. سأله الأب بدهشة بالغة: إذاً ماذا تريد أن تكون وقد وُلدت في قرية الحدادين؟! أجابه الفتى: لستُ أعرف الآن. لم أكتشف ذلك بعد. لكنني كلما أغمضتُ عينيَّ رأيتُ شجرة عملاقة لها أزهار بيضاء.
أحمد الديبكل كاتب عن شاكلته يكتب، أما القُرَّاء فعلى أشكالها من الكُتَّاب تقع.
أحمد الديبTags: قراءة كاتب كتابة قارئ قراء كتاب
رؤيتي لما كتبت هي ما كتبته لما رأيت.
أحمد الديبكان عقرب الساعات هو الأكبر، ربما لذلك كان يعتقد أنه أكثر العقارب حكمة.
أحمد الديبإلى الله. الأول والآخر.
وإلى أول من رأى هذه الحكايات، حتى قبل الكتابة.
وإلى آخر من يراها، حتى بعد الرحيل.
Tags: إهداء
Page 1 of 6.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.