القرآن هو المصنع الرئيسي للتغيير
مجدي الهلالييبقَى سرّ إعجاز القرآن الأعظم في قدرته على التغيير، تغيير أي إنسان، ومن أي حال يكون فيه ليتحوَّل من خلاله إلى إنسان آخر، فيصير عالمًا بالله عابدًا له في كل أموره وأحواله، حتى يتمثَّل فيه قوله تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162)﴾ (الأنعام).
مجدي الهلاليTags: القرآن-التغير
والتغيير الذي يُحدثه القرآن يبدأ بدخول نوره إلى القلب، فكلما دخل النور إلى جزء من أجزائه بدَّد ما يقابله من ظلمة أحدثتها المعاصي والغفلات واتباع الهوى، وشيئًا فشيئًا يزداد النور في القلب، وتدبّ الحياة في جنباته، ليبدأ صاحبه حياةً جديدةً لم يعهدها من قبل.. قال تعالى: ﴿أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا﴾ (الأنعام: من الآية 122
مجدي الهلاليTags: التغير-القرآن
قيمة القرآن الحقيقية تكمن في معانيه، وقدرته على إحداث التغيير الجذري لقارئه، وإعادة صياغة عقله، وبث الروح في قلبه، وترويض نفسه ليخرج منه عالمًا بالله عز وجل عابدًا له بإخلاص وعلى بصيرة، وهذا لن يتحقق بمجرد القراءة العابرة باللسان فقط، ولو تم ختمه بهذه الطريقة آلاف المرات
مجدي الهلاليTags: التغيير-القرآن
لابد أن تكاتف الجميع والتفاتهم حول المشروع الإسلامي - مشروع بناء مجد الأمه من جديد- فيقوم كل فرد بدوره فيه , وهذا بلا شك يستدعي تجميع الجهود والتنسيق بينها.
مجدي الهلاليإذن فالانشغال بالقرآن والانتفاع بمعجزته والدخول في دائرة تأثيره هو العامل الرئيسي الذي غير الصحابة وصنع منهم ذلك الجيل الفريد الذي تفخر به البشرية حتى الآن
مجدي الهلاليعندما تولى أبو بكر الصديق الخلافة قام بتعيين عمر بن الخطاب قاضيًا على المدينة ، فمكث عمر سنة لم يفتح جلسة ، ولم يختصم إليه اثنان ، فطلب من أبي بكر إعفاءه من القضاء ، فقال له أبو بكر : أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر ؟!
فقال : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين ، عرف كل منهم ما له من حق فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب فلم يُقصِّر في أدائه .. أحب كل منهم لأخيه ما يحبه لنفسه .. إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أصيب واسوه ..دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ففيم يختصمون ؟ ففيم يختصمون ؟!
ليس معنى القول بأن أملنا في الله وحده أن نترك الأسباب المادية بدعوى عدم جدواها، بل المطلوب هو العكس، علينا أن نملأ كل فراغ يتاح أمامنا ونتغلغل في كل القطاعات، ونجتهد غاية الاجتهاد فيي امتلاك أسباب القوة كما طالبنا الله عز وجل بذلك : "وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل تُرهبون به عدوّ الله وعدوكم" - الأنفال : 60 ،
مجدي الهلاليومن هنا يتأكد لدينا أن كل قذيفة خرجت من أسلحة أعدائنا لتصيب طفلاً أو امرأة أو شيخاً، ماكانت لتصيب هدفها إلا بإذن الله : " وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله " - آل عمران : 166
مجدي الهلاليفإن كان وجود الأسباب ضرورياً لظهور القدرة الإلهية، فإن هذا ليس معناه التعلق بها، وتضخيمها، بل علينا أن نضعها في حجمها المناسب والمحدود، وإلا صارت حجابا يحجب التأييد والنصر الإلهي، وذلك عندما يتعلق بها الشخص ويظن أنه ينتصر بها ، فتصير شكلاً من أشكال الشرك بالله ينافي كمال التوحيد ومقتضاه .
وفي المقابل ، فإن من يترك الأسباب وهو قادر على تحصيلها ظنّاً منه أنه إذا توجه إلى الله عز وجل بطلب ما يريد فإنه سبحانه سيلبي له طلبه دون الحاجة إلى الأسباب .. هذا الشخص بهذا التصرف قد أساء الأدب مع الله عز وجل، لإنه يريد منه سبحانه أن يخرق له السنن التي أقام عليها الأرض .
Page 1 of 1.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.