ليس للحياة غاية إلا الحياة، وكل ما عدا الحياة إنما هي وسائل للحياة
سلامة موسىأنا لا ابالي ما يقال عن اسلوب الكتابة ، ولكني أبالي أسلوب الحياه .
ولا اعبأ ببلاغة العباره ولكني أعني بأن تكون الحياه بليغة.
كلما ازددتُ خبرة وتجربة وثقافة، توضحتْ أمامي أغراضي، وهي تتلخص في أنه:
- يجب علينا أن نخرج من الشرق، وأن نلتحق بأوروبا، فإني لكما ازدادت معرفتي بالشرق زادت كراهيتي له، وكلما زادت معرفتي بأوروبا زاد حبي لها، وتعلقي بها، وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها.
- أريد تعليما أوروبيا، لا سلطان للدين عليه ولا دخل له فيه.
- وحكومة كحكومات أوروبا، لا كحكومة هارون الرشيد والمأمون.
- وأدبا أوروبيا، أبطاله مصريون، لا رجال الفتوحات العربية.
- وثقافة أوروبية، لا ثقافة الشرق، ثقافة العبودية والتوكل على الآلهة.
- واللغة العامية، لغة الهكسوس، لا العربية الفصحى، لغة التقاليد العربية والقرآن.
- والتفرنج في الأزياء، لأنه يبعث فينا العقلية الأوروبية.
هذا هو مذهبي، الذي أعمل له طول حياتي، سرا وجهرة، فأنا كافر بالشرق، مؤمن بالغرب.
الحكومة التي تجترئ على مثل هذه الخيانة ، فتمنع كتابا قيما من الدخول الى بلادنا ، او من الطبع او التداول ، هي حكومه تخون الإنسانية وتنتهك الفكر البشري المقدس فهي بهاذا اللانتهاك تقاوم الفهم والذكاء عند أبناء الشعب كأنها تحاول أن تجعلهم بلداء أغبياء
سلامة موسىأسوأ ما تصاب به أمة ان يتحد الدين مع الاستبداد
سلامة موسىإعتلاء الدين للدولة يضر الدين ويحطه، إذ يغنيه عن القوة الروحية والأخلاق السامية . الدين يجب ان يتجرد من أي سلطان مادي حكومي أو بوليسي ، حتى يستنبط قواه الروحية المستقلة ويصل إلى القلوب عفوا دون مساعده خارجية
سلامة موسىالعادات التي يتعودها الإنسان بكفاحه لمصاعب الوسط سوف تنتقل كما لو كانت غرائز إلى الأجيال القادمة ، هذا الفهم الجديد للتطور يحملنا على الإكبار من شأن الوسط البشري وضرورة ترقيته حضارياً وثقافياً ، الدلالة الاخلاقية لهاذا النظر هي اننا إذا تركنا الناس أو بعض الفئات تعيش فى عادات سيئة فإننا سوف نرى السوء لا يقتصر على الجيل الحالي ، بل ينتقل إلى الأجيال القادمة بالوراثة
سلامة موسىإن أعظم ما يفسد التفكير
السليم هو هذه العادات الذهنية والتقاليد الاجتماعية والثقافية، والمكاره والأغراضات
المذهبية التي تحيل القيم البشرية إلى قيم اجتماعية. فبدلًا من أن نقول: هنا إنسان
مصري له حق الإنسانية في النمو الذهني والحرية المدنية وحقوق الإنسان العامة،
بدلًا من هذا نقول: هذا المصري شرقي له تقاليد يجب أن يخضع لها ويتقيد بها
وكأننا ننسى أننا قبل أن نكون شرقيين أو غربيين، ومصريين أو ألمان، إنما نحن
بشر لنا حقوق البشرية العامة
هؤلاء علموني … أكسبوني، بالحياة الغالية التي عاشوها على القمم إيحاءات
كأنها صلوات بالقلب،أعطوني منهجًا أعيش به عيش الخدمة والكرامة والشرف
مع الرضى بالتضحية،غرسوا في ذهني غراسًا صالحة تنمو وتتفرع كأنها نبت
ينير خلايا المخ ويسطع أنوارًا تقشع ظلام الجهل
يمكننا أن نقيس الأدب بجملة مقاييس ليس أقلها قيمة هذا المقياس الذي نعين به الناحية الدينية للكاتب ومؤلفاته، نعني حياة المؤلف ومادة مؤلفاته. فالكاتب الذي لا يحملنا على الصلاح والقداسة قد نعجب بفنه وبراعته وذكائه وعبقريته، ولكنه يبقى مع ذلك ناقصاً لأنه لم يرفعنا إلى الحياة الدينية. أو لم نصل به إلى ذلك التوتر الفني الذي نحس به المظالم، فنثور عليها. أو لو يخرجنا من النظر الفردي الضيق إلى النظر العالمي الواسع. أو لم يرفعنا من الاستهتار في الحياة إلى الجد والخدمة
سلامة موسىPage 1 of 2.
next last »
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.