في مثل هذه المفاوز كان على أبناء العصر أن يهتدوا؛ وتلك هي المشاهد التي انتصبت أمام فتيان ملء إهابهم العزم والقوة، وهم أبناء الامبراطورية وأحفاد الثورة. أما الماضي فما كانوا ليرتضوا به، وما يتحكم الإنسان في عقيدته، ولكنهم عشقوا المستقبل عشقًا شبيهًا بشغف بيكماليون عاهل صور القديمة بشبح فاتنة من عالم الجن، فكان المستقبل في بصيرتهم كدمية من رخام هاموا بها فباتوا يتوقعون تورد عروقها بدم الحياة.
Author: Alfred de Musset