والشّرقيّون ما داموا على حاضر حالهم بعيدين عن الجدّ والعزم، مرتاخين للّهو والهزل تسكينًا لآلام إسارة النّفس وإخلادًا إلى الخمول والتّسفّل، طلبًا لراحة الفكر المضغوط عليه من كلّ جانب، يتألّمون من تذكيرهم بالحقائق، ومطالبتهم بالوظائف، ينتظرون زوال العناد بالتّواكل، أو مجرّد التّمنّي والدّعاء، أو يتربّصون صدفةً مثل الّتي نالتها بعض الأمم، فليتوقّعوا إذن أن يفقدوا الدّين كلّيًّا فيمسوا، وما مساؤهم ببعيد، دهريّين لا يدرون أيّ الحياتين أشقى؛ فلينظروا ما حاق بالآشوريّين والفينيقيّين وغيرهم من الأمم المنقرضة المندمجة في غيرها خدمًا وخَوَلاً.

Author: Abd al-Rahman al-Kawakibi

والشّرقيّون ما داموا على حاضر حالهم بعيدين عن الجدّ والعزم، مرتاخين للّهو والهزل تسكينًا لآلام إسارة النّفس وإخلادًا إلى الخمول والتّسفّل، طلبًا لراحة الفكر المضغوط عليه من كلّ جانب، يتألّمون من تذكيرهم بالحقائق، ومطالبتهم بالوظائف، ينتظرون زوال العناد بالتّواكل، أو مجرّد التّمنّي والدّعاء، أو يتربّصون صدفةً مثل الّتي نالتها بعض الأمم، فليتوقّعوا إذن أن يفقدوا الدّين كلّيًّا فيمسوا، وما مساؤهم ببعيد، دهريّين لا يدرون أيّ الحياتين أشقى؛ فلينظروا ما حاق بالآشوريّين والفينيقيّين وغيرهم من الأمم المنقرضة المندمجة في غيرها خدمًا وخَوَلاً. - Abd al-Rahman al-Kawakibi




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab