والنُكتة هي في أنّ الحق تعالى في القرآن الشريف والأنبياء والأئمة عليهم السلام في الأحاديث الشريفة قد بيّنوا الحقائق العقلية بلغة معروفة لعامّة الناس من باب الشفقة والرحمة لبني آدم، حتى يكون لكل منهم - على قدر فهمه - حظاً من هذه الحقائق. وهم ينزلون الحقائق الغيبية العقلية منزلة المحسوسات والموجودات كي يكون لعامة الناس حظ في عالم الغيب بحسب قدرهم ولكن ينبغي لمتلقي علوم أولئك السادة والمستفيدين من معارف القرآن الشريف، وأحاديث أهل العصمة من أجل أداء شكر هذه النّعمة وجزاء هذه العطية، أن لا يتطاولوا على مقاماتهم،فيقلبون الصورة لإلى الباطن والقشر إلى اللب، والدنيا إلى الآخرة حيث أن الوقوف عند الحدود اقتحام في الهلكات والقناعة بالصور تأخر عن قافلة السالكين، وهذه الحقيقة واللطيفة الإلهية - وهي العلم بالتأويل - تحصل بالمجاهدات العلميّة والرياضيات العقلية مشفوعة بالرياضات العملية، وتطهير النفوس وتنزية القلوب وتقديس الأرواح
Author: سید روح الله خمینی