ليست مصادفة أن في حالة الوحدة غير الأيديولوجية بين الدين والممارسة الفعلية لإدارة المجتمع باعتبارها ليست شريعة بل صانعة للشريعة, أي في عهد الخلفاء الراشدين الحقيقي او المتخيل, لم يدّع الخلفاء أنهم خلفاء الله, بل خلفاء النبي السائرين على هديه وخطاه. في المقابل, اعتبرت السلالات القرشية الأموية والعباسية الحاكمة الخليفة خليفة الله وتعبيراً عن حق الله وإرادة الله, بل هو سلطان الله. ذلك كله حين كانت سلطان ما زالت تعني قوة السلطة (على وزن عمران وبينان وغيرها) وقبل أن تصبح كلمة سلطان تعني شخصاً بعينه هو السلطان الحاكم أو الملك. وينبغي التأمل في تحول تعبير مجرد لوصف سياق إلى اسم لقب لفرد يحكم.وفي مفهوم خليفة الله ذلك إخضاع للدين أكثر من خضوع للدين.
Author: عزمي بشارة