الواقع أصبح هيستيريا .. سواءً في " العراق " أو في " فلسطين ".. هناك تغيرات سريعة وغير مفهومة ، منذ عشر سنوات كان من المستحيل توقع ما يحدث .. الآن يمكنك تسميتها بالصدمة .. الصدمة الحضارية . وهذه هي الفكرة التي تدور حولها الرواية .. تماماً كالذي حدث للمماليك في مواجهة الفرنسيين .. كنا نعتقد أننا " تمام " وأن " شنباتنا " كبيرة وأن الفرنسيين " عالم مايعة "! ولكن التجربة أثبتت العكس ، ففي إحدى المواقع مات 3000 مملوكي و5 فرنسيين . احتلال " العراق " كان الصدمة الحضارية الثانية أو الثالثة . في وجهة نظري الاختلاف بيننا وبين الغرب هو في الأساس اختلاف حضاري ، ولا علاقة له بالدين . الأمريكان " غرقانين " في المخدرات والإيدز ، ونسبة الانتحار عندهم مرتفعة للغاية ، لكن الجندي منهم بإمكانه إزالة مدينة كاملة بضغطة زر من يد ، وفي يده الأخرى علبة لبان ! .. وبالرغم من أنني أكره أمريكا جداً ، إلا أن ما يفتنني في طريقة تفكيرهم هو إحساسهم العالي بالآخر ؛ ولهذا السبب تجد ومضات عن الآخر في كتابتي . ستجد لمحات من " ماركس" و" فرويد " و" داروين ".. المشكلة هو أننا دوماً ما نتعامل بنظرية المؤامرة ونتخيل أن هؤلاء المفكرين جلسوا في غرفة مظلمة ليلاً على نور شمعة حمراء واتفقوا على تحطيم الأجيال القادمة ! وهذه طبعا ليست الحقيقة.

Author: أحمد خالد توفيق

الواقع أصبح هيستيريا .. سواءً في " العراق " أو في " فلسطين ".. هناك تغيرات سريعة وغير مفهومة ، منذ عشر سنوات كان من المستحيل توقع ما يحدث .. الآن يمكنك تسميتها بالصدمة .. الصدمة الحضارية . وهذه هي الفكرة التي تدور حولها الرواية .. تماماً كالذي حدث للمماليك في مواجهة الفرنسيين .. كنا نعتقد أننا " تمام " وأن " شنباتنا " كبيرة وأن الفرنسيين " عالم مايعة "! ولكن التجربة أثبتت العكس ، ففي إحدى المواقع مات 3000 مملوكي و5 فرنسيين . احتلال " العراق " كان الصدمة الحضارية الثانية أو الثالثة . في وجهة نظري الاختلاف بيننا وبين الغرب هو في الأساس اختلاف حضاري ، ولا علاقة له بالدين . الأمريكان " غرقانين " في المخدرات والإيدز ، ونسبة الانتحار عندهم مرتفعة للغاية ، لكن الجندي منهم بإمكانه إزالة مدينة كاملة بضغطة زر من يد ، وفي يده الأخرى علبة لبان ! .. وبالرغم من أنني أكره أمريكا جداً ، إلا أن ما يفتنني في طريقة تفكيرهم هو إحساسهم العالي بالآخر ؛ ولهذا السبب تجد ومضات عن الآخر في كتابتي . ستجد لمحات من " ماركس" و" فرويد " و" داروين ".. المشكلة هو أننا دوماً ما نتعامل بنظرية المؤامرة ونتخيل أن هؤلاء المفكرين جلسوا في غرفة مظلمة ليلاً على نور شمعة حمراء واتفقوا على تحطيم الأجيال القادمة ! وهذه طبعا ليست الحقيقة. - أحمد خالد توفيق


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab