جلس سعيد على الشاطئ، كانت السّماء صافية مرصعة بآلاف النجوم. راح يتطلع إليها وقد تذكر ما قاله عمَّار له وهو طفل صغير " هذه النجوم في السماء هي أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق ونورها شوق الوصل والتلاقي " قال له عمَّار: إن السّماء رحبة ورحيمة لا تترك إنساناً وحده في العراء بل تضم الغريب تحت سقفها وتؤنس وحشته بأهِلّه النجوم، إن نظر إليهم رآهم، وهم يصاحبونه حتى وهو يمشي وعيناه مثبتتان على الأرض.
فهل يمكن أن يجد محموداً بين كل هذه النجوم، راح سعيد ينتقل بعينيه من نجم إلى نجم يقول: هذا محمود ثم يقول: ليس هذا محموداً فيرحل إلى نجم آخر ويتطلع فيه محدّقاً، وحين كاد سعيد يستسلم لليأس ويمضي وجده. ولما وجده بكى حتى اختلطت دموعه برذاذ البحر على وجنته.

Author: رضوى عاشور

جلس سعيد على الشاطئ، كانت السّماء صافية مرصعة بآلاف النجوم. راح يتطلع إليها وقد تذكر ما قاله عمَّار له وهو طفل صغير " هذه النجوم في السماء هي أرواح أحبابنا الذين ذهبوا، نارها عذاب الفراق ونورها شوق الوصل والتلاقي " قال له عمَّار: إن السّماء رحبة ورحيمة لا تترك إنساناً وحده في العراء بل تضم الغريب تحت سقفها وتؤنس وحشته بأهِلّه النجوم، إن نظر إليهم رآهم، وهم يصاحبونه حتى وهو يمشي وعيناه مثبتتان على الأرض.<br />فهل يمكن أن يجد محموداً بين كل هذه النجوم، راح سعيد ينتقل بعينيه من نجم إلى نجم يقول: هذا محمود ثم يقول: ليس هذا محموداً فيرحل إلى نجم آخر ويتطلع فيه محدّقاً، وحين كاد سعيد يستسلم لليأس ويمضي وجده. ولما وجده بكى حتى اختلطت دموعه برذاذ البحر على وجنته. - رضوى عاشور




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab