وبالإشارة إلى الإنجاز الذي قدمه الأب المؤسس للحركات الجهادية المعاصرة؛ الذي هو (سيد قطب)، نجد أن نصوص الرجل قاطعة بأن ما يطرحه مما يقول أنه (التصوُّر الإسلامي) ليس نتاجاً لقراءته أو تفسيره الخاص للقرآن، بقدر ما هو التصوُّر (ذاته) الذي جاء به القرآن، وهو يقدِّم نفسه من خلال الرجل (أي قطب). فالرجل -في كتابه (خصائص التصوُّر الإسلامي)- يقرر صريحاً وحاسماً إنما نحن نحاول تقرير حقائق التصوُّر الإسلامي في ذاتها كما جاء بها القرآن كاملة شاملة متناسقة.
وهو -فضلاً عن ذلك- يرى أن من الخطأ المنهجي الأصيل محاولة استعارة أي ميزان، أو منهج من مناهج التفكير المتداولة في الأرض -عالم البشر- للتعامل بها مع هذا التصور الرباني الكامل الشامل الذي جاء به القرآن. وإذن فإنه ليس التصوُّر فقط، بل وكذا منهج التعامل معه، هو من قبيل ما لا ينتمي إلى عالم البشر؛ وبما يعنيه ذلك من أن قطب يعتبر أن كل ما يقدمه هو التصوُّر الرباني والمنهج الرباني كما جاء بهما القرآن
Author: علي مبروك