في أيام الكلية كنت أحب هيام زميلتي وكانت تعجب بحيويتي وشبابي ولكنها لا تعجب بفقري وإفلاسي وترى أنه من الشجاعة الخارقة التي تدنو من الوقاحة أن أتقدم طالبا يدها من أهلها . أبي قال لي إن هذا مستحيل ..وهكذا قررت أن ألعب دور الفتى الذي تحطم قلبه ,وسهرت أياما أكتب الشعر الرديء جدا وأشرب أكوابا من الشاي الرديء الأسود ..تؤلمني معدتي من الشاي فأحسب هذه آلام الجوى وقروح الفؤاد التي يتكلمون عنها .
قضيت عمري وأنا أحاول جمع المال ..ثم صار لديّ ما يسمح بأن أطلب يد هيام ..بحثت عنها فوجدتها قد صارت امرأة بدينة مرعبة ولديها خمسة اطفال لا تكف عن صفعهم ..هنا وجدت فتاة تشبه هيام الشابة تماما ..لها نفس اللمسة الرقيقة الحزينة .طلبت أن أتقدم لها لكنها نظرت لي في تأمل طويل ,ثم قالت :
-أنت في وضع مادي لا بأس به ولكن معذرة ..لا توجد شعره واحدة سوداء في رأسك ..الم يخطر لك أنك لو تزوجت في سن العشرين لكانت عندك ابنه في سني ؟

Author: أحمد خالد توفيق

في أيام الكلية كنت أحب هيام زميلتي وكانت تعجب بحيويتي وشبابي ولكنها لا تعجب بفقري وإفلاسي وترى أنه من الشجاعة الخارقة التي تدنو من الوقاحة أن أتقدم طالبا يدها من أهلها . أبي قال لي إن هذا مستحيل ..وهكذا قررت أن ألعب دور الفتى الذي تحطم قلبه ,وسهرت أياما أكتب الشعر الرديء جدا وأشرب أكوابا من الشاي الرديء الأسود ..تؤلمني معدتي من الشاي فأحسب هذه آلام الجوى وقروح الفؤاد التي يتكلمون عنها .<br />قضيت عمري وأنا أحاول جمع المال ..ثم صار لديّ ما يسمح بأن أطلب يد هيام ..بحثت عنها فوجدتها قد صارت امرأة بدينة مرعبة ولديها خمسة اطفال لا تكف عن صفعهم ..هنا وجدت فتاة تشبه هيام الشابة تماما ..لها نفس اللمسة الرقيقة الحزينة .طلبت أن أتقدم لها لكنها نظرت لي في تأمل طويل ,ثم قالت :<br />-أنت في وضع مادي لا بأس به ولكن معذرة ..لا توجد شعره واحدة سوداء في رأسك ..الم يخطر لك أنك لو تزوجت في سن العشرين لكانت عندك ابنه في سني ؟ - أحمد خالد توفيق




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab