الحرية الايجابية تقوم في النشاط التلقائي للشخصية الكلية المتكاملة.
لقد قلنا ان الحرية السلبية بنفسها تجعل الفرد كائنا منعزلا وتكون علاقته بالعالم بعيدة ولا تقوم على الثقة والتي تكون نفسه ضعيفة مهددة باستمرار. والنشاط التلقائي هو النشاط الذي يستطيع به الانسان ان يقهر رعب الوحدة دون تضحية بتكامل النفس, ففي التحقق التلقائي للنفس يتحد الانسان من جديد بالعالم وبالانسان وبنفسه. والحب هو المركب الشديد لمثل هذه التلقائية, لا الحب بمعنى اذابة النفس في شخص آخر ولا الحب باعتباره تملكا لشخص آخر, بل الحب باعتباره التاكيد التلقائي للآخرين, باعتباره وحدة الفرد والآخرين على اساس الحفاظ على النفس الفردية. وتكمن الصفة الدينامية للحب في هذه القطبية نفسها: انه ينبع من الحاجة الى قهر الانفصال, انه يفضي الى الوحدة والاتحاد - ومع هذا لا نستأصل تلك الفردانية. والعمل هو المركب الآخر, لا العمل بمعنى النشاط الاضطراري للهرب من الوحدة, ولا العمل كعلاقة بالطبيعة التي تكون في جانب منها علاقة تسيد عليها وفي جانب آخر عبادة وعبودية لمنتجات ايدي الانسان, بل العمل كخلق حيث يصبح الانسان متحدا مع الطبيعة في فعل الخلق. وما يصدق على الحب والعمل يصدق على كل فعل تلقائي سواء كان تحقق لذة حسية او مشاركة في الحياة السياسية للجماعة. انه يؤكد لفردية النفس وفي الوقت نفسه يوحّد النفس بالانسان والطبيعة.
والسمة الاساسية الموجودة في الحرية - ميلاد الفردية والم الوحدة والعزلة- تنحل على مستوى اعلى عن طريق الفعل التلقائي للانسان.

Author: Erich Fromm

الحرية الايجابية تقوم في النشاط التلقائي للشخصية الكلية المتكاملة.<br />لقد قلنا ان الحرية السلبية بنفسها تجعل الفرد كائنا منعزلا وتكون علاقته بالعالم بعيدة ولا تقوم على الثقة والتي تكون نفسه ضعيفة مهددة باستمرار. والنشاط التلقائي هو النشاط الذي يستطيع به الانسان ان يقهر رعب الوحدة دون تضحية بتكامل النفس, ففي التحقق التلقائي للنفس يتحد الانسان من جديد بالعالم وبالانسان وبنفسه. والحب هو المركب الشديد لمثل هذه التلقائية, لا الحب بمعنى اذابة النفس في شخص آخر ولا الحب باعتباره تملكا لشخص آخر, بل الحب باعتباره التاكيد التلقائي للآخرين, باعتباره وحدة الفرد والآخرين على اساس الحفاظ على النفس الفردية. وتكمن الصفة الدينامية للحب في هذه القطبية نفسها: انه ينبع من الحاجة الى قهر الانفصال, انه يفضي الى الوحدة والاتحاد - ومع هذا لا نستأصل تلك الفردانية. والعمل هو المركب الآخر, لا العمل بمعنى النشاط الاضطراري للهرب من الوحدة, ولا العمل كعلاقة بالطبيعة التي تكون في جانب منها علاقة تسيد عليها وفي جانب آخر عبادة وعبودية لمنتجات ايدي الانسان, بل العمل كخلق حيث يصبح الانسان متحدا مع الطبيعة في فعل الخلق. وما يصدق على الحب والعمل يصدق على كل فعل تلقائي سواء كان تحقق لذة حسية او مشاركة في الحياة السياسية للجماعة. انه يؤكد لفردية النفس وفي الوقت نفسه يوحّد النفس بالانسان والطبيعة.<br />والسمة الاساسية الموجودة في الحرية - ميلاد الفردية والم الوحدة والعزلة- تنحل على مستوى اعلى عن طريق الفعل التلقائي للانسان. - Erich Fromm




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab