راح ثائر أخوك. . .
وراحت تشم في جسدي رائحة ثائر الذي فقدته في قادسية صدام.
عملنا الكثير لكي نخفف بعضاً من الحزن الممض الذي يثقل قلبها. لكن هذه المرأة العنيدة ماأرادت أبداً أن تنسى. فقد بقيت صورة ابنها الفقيد ماثلة أمامها ليل نهار، كل متعة حقيقية تذكرها بحقيقة أن أخي ثائر ليس معنا، وأن كل سعادة مهما كانت صغيرة مستحيلة بدونه. ولذلك يفرك الندم قلبها كلما شعرت بلحظة خاطفة من السعادة. عرفناها إلى ثكالى فلسطينيات فقدن ولدين أو أكثر، أخبرنها عن مصائبهن عل مصيبتها تهون، ولكن المحاولة أخفقت، لأن ابنها يختلف عن أبناء الأخريات، بكونه ابنها. كانت تغيب عن أكثر المشاهد وضوحاً وجمالاً وتعاقب نفسها على أي متعة تستهويها بأن تستحضر أدق لفتاته وسكناته: كان ممكناً أن يكون هنا، هذه الشابه ستستهويه، هذا القميص يليق به أكثر .
Author: زهير الجزائري