التجديد حاجة دائمة، سيرورة اجتماعية وسياسية وثقافية. بدونه تتجمَّد الحياة، وتدخل الثقافات نفق الاندثار والموت. ولكل تجديد سياقه التاريخي والاجتماعي والسياسي والفكري؛ فالتجديد لا ينبع من رغبة شخصيَّة أو هوى ذاتي عند هذا المفكِّر أو ذاك، إنه ليس تحليقاً في عالم المعرفة أو العرفان منبتٌ عن أرض الحياة وطينها، وعن عرق الناس وكفاحهم في دروب صنع حياة أفضل.
يصبح التجديد أكثر إلحاحاً حين تتأزّم الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية، وتنعكس على الفكر والنشاط العلمي، كما على كافة أوجه الحياة.
وها نحن الأن نعيش هذا التأزُّم الذي تحوَّل بسبب إضعاف مقاومة المجتمع إلى نوع من الركود، حتى سلَّمنا بأننا ضعاف وصرنا نعيش حالة من الانتظار البائس لما ستسفر عنه الحروب الدائرة في منطقتنا، في حين نتفاخر ونجتر انتصارات الماضي
Author: نصر حامد أبو زيد