أخيراً، كان معلملي الثالث ولداً. فقد حدث أن رأيته يسير باتجاه الجامع، حاملاً شمعة بيده، فبادرته بالسؤال: هل أضأت هذه الشمعة بنفسك؟ فرد علي الصبي بالإيجاب. ولما كان يقلقني أن يلعب الأولاد بالنار، تابعت بإلحاح: اسمع يا صبي: في لحظة من اللحظات كانت هذه الشمعة مطفأة. أتستطيع أن تخبرني من أين جاءت النار التي تشعلها؟
ضحك الصبي، وأطفأ الشمعة، ثم رد يسألني: وأنت يا سيدي، أتستطيع أن تخبرني إلى أين ذهبت النار التي كانت مشتعلة هنا؟
أدركت حينها كم كنت غبياً. من ذا الذي يشعل نار الحكمة؟ وإلى أين تذهب؟ أدركت إن الإنسان، على مثال تلك الشمعة، يحمل في قلبه النار المقدسة للحظات معينة، ولكنه لا يعرف إطلاقاً أين أشعلت. وبدأت، منذ ذلك الحين، أسر بمشاعري وأفكاري لكل ما يحيط بي، للسحب والأشجار والأنهار والغابات، للرجال والنساء. كان لي طوال حياتي، الآلاف من المعلمين. وبت أثق بأن النار سوف تتوهج عندما أحتاج إليها. كنت تلميذ الحياة وما زلت تلميذها. لقد استقيت المعرفة وتعلمت من أشياء أكثر بساطة، من أشياء غير متوقعة، مثل الحكايات التي يرويها الآباء والأمهات لأولادهم.
Author: باولو كويلو