لا تعود من بعد ذلك سوى عين. عين هائلة وثابتة، ترى كل شيء، على حد سواء جسمك المتراخي، وأنت، منظورًا وناظرًا، كما لو أنها انقلبت كليّا في محجرها وأنها تتأملك دون أن تقول لك شيئّا، أنت، داخلك أنت، الداخل الأسود، الفارغ، المخضرّ، المذعور، العاجز، داخلك أنت. يراقبك ويثبتك بالمسامير.

لن تكف أبدًا عن رؤية نفسك. لا تستطيع القيام بشيء، لا تسطيع الفرار بنفسك، لا تستطيع الفرار من نظرتك، لن تستطيع أبدًا: حتى لو تمكنت من النوم بعمق كبير حتى لا يمكن لأي هزة، لأي نداء، لأي حرق إيقاظك، تظل ماتزال تلك العين، عينك، التي لن تنغلق
أبدًا، التي لن تنام أبدًا.

ترى نفسك، ترى نفسك بأنك ترى نفسك، تراقب نفسك أنك تراقب نفسك. حتى لو استيقظت، تظل رؤيتك هي نفسها، دون تغيير. حتى لو تمكنت أن تضيف لنفسك آلاف، مليارات الأجفان، تظل أيضًا، من الخلف، تلك العين، كي تراك. أنت غير نائم، لكن النوم لن يأتي بعد تلك اللحظة. أنت غير مستيقظ ولن تستيقظ أبدًا. أنت غير ميت وحتى الموت لن يستطيع تخليصك.

Author: Georges Perec

لا تعود من بعد ذلك سوى عين. عين هائلة وثابتة، ترى كل شيء، على حد سواء جسمك المتراخي، وأنت، منظورًا وناظرًا، كما لو أنها انقلبت كليّا في محجرها وأنها تتأملك دون أن تقول لك شيئّا، أنت، داخلك أنت، الداخل الأسود، الفارغ، المخضرّ، المذعور، العاجز، داخلك أنت. يراقبك ويثبتك بالمسامير.<br /><br />لن تكف أبدًا عن رؤية نفسك. لا تستطيع القيام بشيء، لا تسطيع الفرار بنفسك، لا تستطيع الفرار من نظرتك، لن تستطيع أبدًا: حتى لو تمكنت من النوم بعمق كبير حتى لا يمكن لأي هزة، لأي نداء، لأي حرق إيقاظك، تظل ماتزال تلك العين، عينك، التي لن تنغلق <br />أبدًا، التي لن تنام أبدًا.<br /><br />ترى نفسك، ترى نفسك بأنك ترى نفسك، تراقب نفسك أنك تراقب نفسك. حتى لو استيقظت، تظل رؤيتك هي نفسها، دون تغيير. حتى لو تمكنت أن تضيف لنفسك آلاف، مليارات الأجفان، تظل أيضًا، من الخلف، تلك العين، كي تراك. أنت غير نائم، لكن النوم لن يأتي بعد تلك اللحظة. أنت غير مستيقظ ولن تستيقظ أبدًا. أنت غير ميت وحتى الموت لن يستطيع تخليصك. - Georges Perec




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab