طَفْوُ الأجساد:
في آخر الأيام من عمر السما المنكّسهْ
رأيت صفحة الدما المدنّسهْ
يطفو عليها إبن آدمٍ إلى شطوط غربهِ
منتفخًا بالطحلب النامي عليه كالرغيفْ
مغتربًا مثل الخريفْ
وشاحبًا كغيبهِ
مزدوجًا فوق السطوح العاكسهْ
عن موته تروي الطبيعةُ الأساطيرَ التي صدقتُها،
رويتها
عساه أن يخلع ثوبه الملوّن الشفيفْ
يخلع عينه، ولحمه، وضرسهُ،
وعظمه المكدّس السخيفْ
لكي يسير فوق ماء النهر حيًّا في الليالي القارسهْ
فلا تصيبه ارتعاشة الجسم الكثيفْ
لكنه أبىٰ، اكتفىٰ باليابسهْ
والآن بعد أن تهاوَىٰ
صار يطفو كالرغاوَىٰ
في النزيفْ
لعْناتيَ المقدسهْ
تحط فوقه إذا اكتفىٰ
طفا
اختفىٰ
في الأفق يرسو جسمهُ
إلى مصيره المخيفْ.!
Author: كريم الصياد