كما أتضح يتكون العالم الحديث
من زهور صناعية
تزرع في أجراس زجاجية تشبه الموت
يشكله نجوم السينما
وملاكمون دامون يتصارعون علي ضوء القمر
يتكون من رجال – قبرات يتحكمون في الحياة
الاقتصادية للبلدان
من خلال بضع آليات يسهل شرحها
وعادة ما يتشحون بالسواد مثل رسول الخريف
ويتغذون علي جذور وأعشاب برية
بينما الحكماء وقد أكلتهم الجرذان
يتعفنون في أقبية الكاتدرائيات
وتطارد الشرطة الأرواح النبيلة بلا هوادة
العالم الحديث بلوعة ضخمة :
المطاعم الفاخرة غاصة بالجثث الهاضمة
وبطيور تطير علي ارتفاع منخفض
بصورة خطيرة
وليس هذا كل شيء فالمستشفيات
مليئة بالأفاقين
ناهيك عن ورثة الروح الذين يقيمون
مستوطناتهم في إست من أجريت لهم
عمليات مؤخرا
أحيانا ما يعاني الصناعيون الحديثيون
من تأثير الجو المسمم
فعادة ما يسقطون بجوار ألآت الخياطة
صرعى مرض الحلم المخيف
الذي يحولهم علي ألمدي البعيد
إلي أنواع من الملائكة
ينكرون وجود العالم المادي
ويتفاخرون بأنهم أبناء بائسون للقبر
إلا أن العالم كان دائما هكذا
الحقيقة كالجمال لا تفني ولا تستحدث من عدم
والشعر يكمن في الأشياء وألا فانه
مجرد سراب للروح
أعترف بأنه زلزالا مفهوما تماما
يمكنه القضاء في ثوان معدودة علي مدينة
غنية بالتقاليد
وأن قصفا جويا دقيقا
يسقط الأشجار والخيول والعروش والموسيقي
ولكن ما أهمية هذا كله
إذا كانت أعظم راقصات العالم
تموت فقيرة ومنبوذة في قرية صغيرة
بجنوب فرنسا
بينما الربيع يعيد إلي الإنسان
جزءا من الأزهار المختفية
أنصح بأن نحاول أن نكون سعداء بمصمصة
الضلع الإنساني البأس
فلنستخلص منه السائل المجدد للنشاط
كل واحد حسب ميوله الشخصية
لنتشبث بهذه المزقة المقدسة
ولاهثين ومرعبين
لنمتص هذه الشفاه التي تصيبني بالجنون
لقد تقرر المصير
لنستنشق هذا العطر المثير والمدمر
ولنعش يوما أخر حياة المختارين :
من ابطية يستخلص الرجل الشمع
الضروري ليصوغ وجه معبوديه
ومن فرج المرأة القش والطين لمعابده
لكل هذا
أربي قملة في رباط عنقي
وأبتسم للحمقى الذين يهبطون من الأشجار

Author: Nicanor Parra

كما أتضح يتكون العالم الحديث <br />من زهور صناعية <br />تزرع في أجراس زجاجية تشبه الموت <br />يشكله نجوم السينما <br />وملاكمون دامون يتصارعون علي ضوء القمر<br />يتكون من رجال – قبرات يتحكمون في الحياة <br />الاقتصادية للبلدان<br />من خلال بضع آليات يسهل شرحها<br />وعادة ما يتشحون بالسواد مثل رسول الخريف<br />ويتغذون علي جذور وأعشاب برية<br />بينما الحكماء وقد أكلتهم الجرذان <br />يتعفنون في أقبية الكاتدرائيات <br />وتطارد الشرطة الأرواح النبيلة بلا هوادة <br />العالم الحديث بلوعة ضخمة :<br />المطاعم الفاخرة غاصة بالجثث الهاضمة <br />وبطيور تطير علي ارتفاع منخفض <br />بصورة خطيرة<br />وليس هذا كل شيء فالمستشفيات <br />مليئة بالأفاقين <br />ناهيك عن ورثة الروح الذين يقيمون <br />مستوطناتهم في إست من أجريت لهم <br />عمليات مؤخرا <br />أحيانا ما يعاني الصناعيون الحديثيون <br />من تأثير الجو المسمم <br />فعادة ما يسقطون بجوار ألآت الخياطة <br />صرعى مرض الحلم المخيف<br />الذي يحولهم علي ألمدي البعيد <br />إلي أنواع من الملائكة<br />ينكرون وجود العالم المادي <br />ويتفاخرون بأنهم أبناء بائسون للقبر<br />إلا أن العالم كان دائما هكذا <br />الحقيقة كالجمال لا تفني ولا تستحدث من عدم <br />والشعر يكمن في الأشياء وألا فانه<br />مجرد سراب للروح<br />أعترف بأنه زلزالا مفهوما تماما <br />يمكنه القضاء في ثوان معدودة علي مدينة <br />غنية بالتقاليد<br />وأن قصفا جويا دقيقا<br />يسقط الأشجار والخيول والعروش والموسيقي <br />ولكن ما أهمية هذا كله<br />إذا كانت أعظم راقصات العالم <br />تموت فقيرة ومنبوذة في قرية صغيرة <br />بجنوب فرنسا<br />بينما الربيع يعيد إلي الإنسان <br />جزءا من الأزهار المختفية <br />أنصح بأن نحاول أن نكون سعداء بمصمصة<br />الضلع الإنساني البأس<br />فلنستخلص منه السائل المجدد للنشاط<br />كل واحد حسب ميوله الشخصية<br />لنتشبث بهذه المزقة المقدسة <br />ولاهثين ومرعبين<br />لنمتص هذه الشفاه التي تصيبني بالجنون<br />لقد تقرر المصير<br />لنستنشق هذا العطر المثير والمدمر<br />ولنعش يوما أخر حياة المختارين :<br />من ابطية يستخلص الرجل الشمع <br />الضروري ليصوغ وجه معبوديه<br />ومن فرج المرأة القش والطين لمعابده<br />لكل هذا<br />أربي قملة في رباط عنقي <br />وأبتسم للحمقى الذين يهبطون من الأشجار - Nicanor Parra




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab