أجد من الغريب أن يسمى جبانًا من قتل نفسه، ولا يُسمى كذلك من قتلتهُ حُمًى خبيثة.
لا ريب على أنهم أطلقوا الداء الثّبات(المعجز عن الحركة) على كل مرضٍ ينهك الجسم، ويهدّ القوى، ويحلّ العزيمة ويدع المريض وقيذًا(مُشفيًا على الموت) لا يثوبُ إليه جسمه، ولا يعودُ بأي حالٍ عزمهُ. فلنطبّق حال الجسم على حال الفكر. ولننظر إلى الرجل وقد ضاقت حدود فكره، وحُصرت قوى عقله، كيف تؤثر في ذهنه الانفعالات، وتستقر به الأفكار، وتتصرف به العواطف، حتى ينبعث من قلبه هوًى لا يزال يعظم ويقوى حتى يحرمه نعمة الهدوء ويسلبه قوة الفكر ويفضي به إلى الموت.
إن من العبث أن يحاول العقل الهادئ شرح هذه الحال أو إرشاد هذا البائس، فإن الصحيح المعافى لا يستطيع أن يمدّ العليل بنفحةٍ من صحته وقوته.
Author: Johann Wolfgang von Goethe