-"هو الطموح نفسه الذي ربط بيننا، وكما سأشرك نفسي معك في خطة الفرار أشركتك في تشوهي الخاص، وأحزاني الخاصة، أشركتك في وحدتي، أنت تعرف معنى الوحدة، معنى أن تتجمد وترى الجليد بلا عينٍ يزحف مع الزرقة على أطرافك، كنت جوارك وأنت لا تراني، تلك الليلة منذ عشر سنين حين شعرت لأول مرة بألم في كليتيك، تصاعد أنينهما، ووجدتَ الخوفَ يزيد ألمك، وأنت تتشبث بلا شيءِ الظلامِ، ساعتها مددتُ لك يدي، مددتها لك بطول ذراعي، لكنك لم ترني.
"اليوم تراني، لقد أكلتَ من صوبة الخلد المحرمة التي زرعتَها في المعمل، ورأيتَ عورتك، أنا عورة الإنسان التي يغطيها بجلده وبدنه، جئتك كثيرًا في أحلامك لكنك لم تذكرني أو حسبتني كابوسًا، لقد أنكرتني سرًا وعلانيةً فعشتُ وحدي وعشتَ وحدك.
"إنني حزين أيها الإنس، حزين وأنت لا تستطيع استيعاب حزني، أنت أكلت من شجرة الخلد وأنا أكلت من شجرة الحزن، لا أعرف هل أنا حزين بعد الخطيئة، أم أن حزني هو الخطيئة، لا أعرف أيهما كان أولاً، لكنني مؤمنٌ أنني لن أقف تحت هذه السماء إلى الأبد
Author: كريم الصياد