في آخر مرة رأيت والدي، في قريتنا البعيدة، رماني بالسؤال المكرور كمن يُلقي حجرا:
- ماذا ستفعل بعد التخرج ؟
ارتطمت كلماته بداخلي حتى كاد الصوتُ يُسمع. لُذت بالصمت. تنهدت، ففهم مرادي دون كلام. حاولت الهروب من صمتنا فسردت أمامه بعض المهن المعروفة، لعلي بذلك أمنحه أملا -ولو مغشوشا-. حرك رأسه وقال بنبرة رجل حنكته التجارب:
- المهم يا ولدي أن تضمن خبزتك لدى المخزن.
Author: ميمون أم العيد