القارىء السيىء يأتي و يطالبني بأن أقشّر من أجله الكتاب الذي كتبته. يجيء إليّ كي يطالبني بأن ألقي أنا بيديّ، من أجله، الى برميل النفايات عنبي و أن أقدم إليه النوى...
عودة الى مجموعة المونولوج القديم، المتآكل، المبتذل، الى مجموعة الكليشيهات الجافة التي يعرفها القارىء السيىء كغيره، منذ أمد بعيد و لذلك فهو يرتاح لها و بها فقط: الشخصيات التي في الكتاب هي بكل تأكيد الكاتب نفسه أو جيرانه، و الكاتب او جيرانه كما يظهر ليسوا " حمائم بيضاء"، وهم فاسدون قذرون مثلنا جميعاً. بعد التقشير حتى العظم يتضح دائماً "أنهم جميعا نفس الشيء". وهذا بالضبط ما يبحث عنه القارىء بتلهف و(يجده) في كل كتاب....
متعة القارىء السيىء تنطوي على أن يكون دستوفيسكي المبجّل و المشهور، هو نفسه متهماً بشكل غامض، بميل دنس لسرقة وقتل العجائز، وليام فوكنر بكل تأكيد كان على هذا االنحو أو ذاك، متورطاً قليلاً بغشيان المحارم، ونابوكوف بمضاجعة القاصرات، وكافكا لا شك ان متهم في الشرطة( اذ لا دخان بلا نار) وأ.ب. يهوشواع بحرق أحراش الكيرن كيمت(يوجد دخان و توجد نار)، ناهيك عما فعله سوفوكليس لوالده وعما فعله هو لأمّه،إذ لولا ذلك كيف نجح في وصف كل ذلك بشكل حيّ، لا ليس حيّاً فحسب بل حيّاً أكثر مما يحدث في الحياة الواقعية.
Author: Amos Oz