إن الآراء الفجة التي قد تصدر عن عدد من قادة الحركات الجماهيرية والعصرية قد تدفع المرء إلى الاعتقاد بأن قدرًا من السذاجة ينفع القائد، إن هذه الملاحظة غير صحيحة.
لم تكن سذاجة هتلر أو آمي ميكفرسون هي التي مكّنتهما من اجتذاب الأتباع؛ كان السبب الثقة المطلقة في النفس؛ هذه الثقة التي تُمكّن القائد من عرض أفكاره، مهما كانت مشوشة أو سطحية، بكل جرأة وإعتداد، ويمكن للقائد الحكيم الذي يتبع مسار حكمته إلى النهاية أن يحقق قدرًا مماثلًا من النجاح. الأفكار في حد ذاتها لا تلعب سوى دورًا صغيرًا في قيادة الحركة الجماهيرية، ما يهم هو المبادرات الجريئة والقدرة على تجاهل آراء الآخرين، وعلى تحدي العالم بأسره.
Author: Eric Hoffer