ثم هناك مشكلة تحكم الجن والعفاريت في مسائل الزواج والخطبة والعلاقات الجنسية.
كل الأزمات الزوجية والجنسية تلصق بهذه الكائنات الخفية، بدل أن توضع في إطارها الحقيقي، وترد إلي سببها الفعلي الاجتماعي الأسري النفسي. فالعزلة، والفصل بين الجنسين وسوء الاختيار الزوجي نتيجة للعلاقات التي يفرضها الأهل، وروابط المصاهرة التي تقام لخدمة مصالحهم ويستخدم فيها الأبناء كمجرد أدوات لخدمة هذه المصالح ، والأمراض الجنسية النفسية الناتجة عن القمع الجنسي والإحباط العاطفي المزمن، والتربية المتسلطة، هي وحدها المسؤولة عن الأزمات الزوجية. ولكن طرح المسألة بهذا الشكل، يهدد امتيازات الأسرة المتسلطة والقائمين على رأسها، ويهدد النظام السائد في الجماعة، الذي لا يخدم في النهاية سوى هذه الامتيازات. ليس هناك إذاً أكثر تضليلاً وخداعاً من إلقاء المسؤولية على الكائنات الخفية، ثم البحث عن ذلك الحلّ من خلال مختلف ضروب الشعوذة.
Author: مصطفى حجازي