المالنخوليا هي "وعكة روحية" أو "هستيريا روحية" تجابه الإنسان بهاوية من الفراغ والخلو من المعنى، وتكشف عن القلق والإنفصام في وجوده. لكن الفرد المعرض لأحوال الملل والمالنخوليا المقلقة غالباً ما يرفض قبول حالته، ولهذا يسعى لإخفائها بألوان من النشاط الملهي المتنوع.
ثم يصل إلى اليأس، وهو تعبير عن التهديد بالخواء وانعدام المعنى، وهو أوج النمط الحسي في الوجود.
Tags: علم-نفس اكتئاب الوجودية كيركجور
كما أنه بالنسبة إلى الشهواني كل فتاة هي امرأة بوجه عام، فكذلك بالنسبة إلى المفكر العقلي: كل حقيقة تنحل إلى مقولات عامة.
والتفكير النظري لا يرى غير الحركة العامة للتاريخ مفسرة خلال توسط المقولات المنطقية، ولكنه ينسى الفرد الذي يدرك نفسه في داخل تاريخه العيني الجزئي.
وهكذا نجد أن كلاً من رجل اللذات والمفكر العقلي يتهرب من مسئولية اتخاذ قرار، وكلاهما يغازل مملكة الإمكان، لكنه لايقفز في الوجود.
لذا ترى العقليين قادرين على التوسط للمسيحية والوثنية، وقادرين على اللعب بقوى التاريخ الماردة، لكنهم عاجزون عن أن يبينوا لرجل بسيط ما ينبغي أن يفعله في الحياة. بل لا يعرفون ما ينبغي عليهم هم أنفسهم أن يفعلوه.
إن مشكلة اللامنتمي ليست جديدة، ذلك لأن لورنس يلفت نظرنا إلى أن تاريخ الأنبياء يتبع نموذجاً معيناً، فيولد النبي وسط الحضارة، ويرفض مقاييسها عن الوجود المادي الممتاز، ويعود إلى الصحراء.ثم يعود ليبشر بنبذ العالم، بالشدة الروحية ضد الطمأنينة الجسدية.
شقاء اللامنتمي إذن هو شقاء الأنبياء، إنه ينسحب من غرفته كالعنكبوت في الزوايا المظلمة، ويعيش وحيداً، راغباً عن الناس.
Tags: الشك وحدة اكتئاب عزلة الوجودية
نرى في "الحياة السرية" أن اللامنتمي منفصل عن الآخرين بذكائه الذي يحطم قيم الآخرين بلا رحمة، ويمنعه عن التعبير الذاتي (فرض نفسه) لعدم استطاعته استبدال تلك القيم بقيم جديدة، فمشكلته إذن هي مشكلة ايكليزياستس: لا شيء يستحق بذل أي مجهود.
كولن ولسونTags: ذكاء الشك وحدة اكتئاب عزلة الوجودية
وضع برنارد شو إصبعه على الحاجة الحقيقية في مقدمة "العودة إلى ميتوشالح" :
"دع الكنائس تسأل أنفسها: لماذا لا تحدث ثورة ضد قوانين الرياضيات كما تحدث ضد الدين؟ ليس ذلك لأن قوانين الرياضيات مفهومة أكثر. إن قانون إكمال المربع هو غير مفهوم بالنسبة للإنسان العادي تماماً كما لايفهم هذا الإنسان نفسه العقيدة "الاثانيزية"، وليس هذا لأن العلم خال من السحر والأساطير والمعجزات وتواريخ الحياة التي يفاخر بها "الأصدقاء" ببطولاتهم وقدسياتهم، ومن التافهين والفارغين الذين يدعون بأنهم مكتشفون، بل على العكس، فإن تصورات وقدسيات العلم كبيرة جداً وحقيرة بقدر كثرتها.
إلا أن طالب العلوم لم يتعلم أن قانون الوزن النوعي يتألف من الاعتقاد بأن أرخميدس قفز من الحمام وركض عارياً في شوارع سيراكوز صائحاً: وجدتها وجدتها، أو أن قانون إكمال المربع يجب أن ينبذ إذا استطاع أحد أن يثبت أن نيوتن لم يدخل بستاناً في حياته...
إننا نجد في الرياضيات والفيزياء أن الإيمان مايزال نقياً، وبإمكانك أن تتمسك بالقانون وتترك الأساطير دون أن يتهمك أحد بالهرطقة...
Tags: الشك التفكير التفكير-العقل الوجودية
إن كيركجور لم يكن أبداً خصماً للتفكير، إنما هو ألح فقط في توكيده أن التفكير ينبغي أن يوضع في الوجود، بعد أن أفسده هيجل بالتجريد.
عبد الرحمن بدويTags: الوجودية كيركجور هيجل ميتافيزيقا
أوصى كيركجور بأن تنقش على قبره عبارة: أن الذات الإنسانية ليست هي الإنسانية بوجه عام، فإن الإنسانية لاتوجد، وإنما الكائنات الإنسانية الفردية هي الموجودة. والواقع الوجودي لايقوم في الجنس أو النوع بل في الفرد العيني. والكليات شأنها شأن الجماهير، هي تجريدات لاأيادي لها ولا أرجل.
عبد الرحمن بدويTags: الوجودية كيركجور هيجل ميتافيزيقا
إن "الهيجلي" يقدم لنا مثلاً على المهزلة الفلسفية التي فيها نفكر بدون مفكر.إنه يشيد قصراً عقلياً رائعاً لايعيش هو فيه.
فالذات في فكر هيجل الموضوعي، تصبح عارضة وبهذا تضيع الحقيقة كذاتية.
لكن هناك عاطفة أهم من الضجر فيها يتجلى العدم أبرز ما يتجلى.
وهي القلق. والقلق ليس هو الخوف، لأن الخوف هو دائماً خوف من شيء معين، أما القلق فيتعلق بالأشياء كلها في مجموعها.
وليس القلق هو الذي يوجد العدم، إن صح هذا التعبير، بل هو فقط الذي ينبه الإنسان إلى وجوده.
ولهذا لابد للإنسان أن يعيش في القلق ليتنبه إلى حقيقة الوجود.
ذلك أن الإنسان بطبعه يميل إلى الفرار من وجه العدم الماثل في صميم الوجود وذلك بالسقوط بين الناس وفي الحياة اليومية الزائفة، ولكي يعود إلى ذاته لابد من قلق كبير يوقظه من سباته.
والقلق على نوعين: قلق من شيء، وقلق على شيء.
والموجود في العالم يقلق على إمكانياته التي لن يستطيع مهما فعل أن يحقق منها غير جزء ضئيل جداً: أولاً لأن التحقيق يقتضي الإختيار لوجوه والنبذ لسائر الوجوه. وثانياً: لأن ثمة حقيقة كبرى تقف دون استمرار التحقيق ألا وهي: الموت.
Tags: الموت القلق العدم الوجودية هيدجر
والأصل في السؤال عن الحرية وهل أنا حر هو أنني أريد أن أكون حراً. ولهذا فإن إمكان الحرية ناشيء من إرادتي للحرية. فالحرية ليست شيئاً يحتاج إلى برهان، بل هي قراري أنا أن أكون حراً.
وإذن لا تأتي الحرية من خارج، ولا تحتاج إلى شيء لإثباتها، بل يكفي أن أقرر أنني حر كيما أكون حراً.
Page 1 of 1.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.