ستنجب
الأمُّ الحزينةُ إخوةً من لحمنا لا من جذوع الكستناء ولا
الحديد . ستنجب الأُم الحزينة إخوةً ليعمِّروا منفى
النشيدِ . ستنجب الأْم الحزينة إخوةً كي يسكنوا
سعفَ النخيل إذا أرادوا أو سطوح خيولنا . وستنجب
الأمُّ الحزينةُ إخوة ليتوِّجُوا هابيلَهُمْ ملكاً على عرش الترابْ
لكنَّ رحلتنا إلى النسيان طالت . والحجاب أمامنا غطى الحجابْ
ولَعَلَّ منتصفَ الطريق هو الطريق إلى الطريق من سحابْ
ولعلنا ، يا هُدهدَ الأسرار ، أشباحٌ تفتِّش عن خرابْ
Tags: الهدهد
عذَّبْتَنَا
يا حبُّ . من سَفَرٍ إلى سَفَرٍ تُسَفِّرنا سدى . عَذَّبتنَا ،
غَرَّبتنا عن أهلنا ، عن مائنا وهوائنا . خَرَّبتنَا . أفرغتَ
ساعات الغروب من الغروب . سلبتنَا كلماتنا الأُولى
نهبْتَ شُجَيْرةَ الدُرَّاق من أيامنا ، وسلبتنا أيامنا . يا
حُبُّ قد عَذَّبتَنا ، ونهبتنَا . غرّبْتنَا عن كُلِّ شيء واحتجبْتَ
وراء أوراق الخريف . نهبتنا يا حب . لم تترك لنا شيئاً
صغيراً كي نُفَتِّش عنكَ وكي نقبِّل ظلِّه ، فأتركْ
لنا في الروح سنبلة تحبُّكَ أَنت . لا تَكْسِر زُجَاجَ
الكون حول نِدائنا . لا تضطربْ . لا تصطخبْ . واهدأْ
قليلاً كي نرى فيك العناصر وهي ترفع عُرْسَها الكُليَّ
نحوك . واقتربْ منا لنُدرك مَرَّةً : هل نستحقُّ
بأن نكون عبيد رَعْشَتِكَ الخفيةِ ؟ لا تبعثر ما
تبقَّى من حُطام سمائنا . يا حبُّ قد عذّبتنا ، يا
حب ، يا هِبَةً تُبَدِّدُنا لترشد غيبنا فيهبّ
هذا الغيب ليس لنا وليس لنا مصبُّ النهر،
والدنيا تهبُّ أمامنا ورقاً من السّرْوِ القديم ليُرْشدَ
الأشواق للأشواق . كم عذَّبتنَا يا حُبُ ، كم غيّبْتَنَا
عن ذاتنا ، وسلبتنَا أسماءنا يا حُبُّ
Tags: الهدهد
وكُلُّ قلبْ
كونٌ من الأسرار . طيروا كي تطيروا . نحن عُشَّاقٌ وحسبْ
قلنا ، وقد مِتناً مراراً وانتشيْنَا : نحن عُشَّاقٌ وحسبْ
منفىً هي الأشواقُ . منفَى حُبُّنا .
Tags: الهدهد
لنا هنا قمحٌ وزيتٌ –
نحن لم نقطع من الصفصاف خيْمَتَنَا ، ولم نصنع مِنَ –
الكبريت آلهةً ليعبدها الجنود القادمون . لقد وجدْنا –
كل شيء جاهزاً : أسماءنا مكسورةً في جَرَّةِ –
الفُخَّار .. دَمْعَ نسائنا بُقَعاً من التوت القديم على
الثياب .. بنادقَ الصيد القديمة .. واحتفالاً سابقاً لا نستعيدُهْ
الفَقْر مكتظ بآثار الغياب الآدميَّ . كأنَّنا كُنَّا هنا
وهنا من الأدوات ما يكفي لنصب خيمةً فوق الرياحْ
لا وَشْمَ للطوفان فوق تَجَعَّيِد الجَبَل الذي اخضرَّتْ حدودُهْ
لكنَّ فينا أًلفَ شعبٍ مَرَّ ما بينا الأغاني والرماحْ
جئنا لنعْلَم أننا جئنا لنرجعَ من غياب لا نريدُهْ
ولنا حياةٌ لم نُجَرِّبْها ، وملحٌ لم يخلِّدنا خلودُهُ
ولنا خطى لم يَخْطُها قبلنا أًحَدٌ .. فطيرِي
طيري ، إذاً ، يا طيرُ في ساحات القلب طيري
وتجمِعي من حول هُدْهُدِنَا ، وطيري .. كي .. تطيري!
Tags: الهدهد
الكونُ أَصغرُ من جناح فراشَةٍ في ساحة القلب الكبيرِ
Mahmoud DarwishTags: الهدهد
Page 1 of 1.
Data privacy
Imprint
Contact
Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.