وهكذا إن كانت هذه الأسطورة مأسوية، فلأن بطلها يدركها. وإلا ما الذي يعنيه ألمه، لو لم يكن الأمل بالنجاح يرافقه في كل خطوة؟ ينجز العامل اليوم، وفي كل يومٍ من أيام حياته، نفس المهام، ومصيره لا يقلُّ عنه عبثيةً. وهذا المصير لا يكون مأسويًا إلا حين يدرك. وهكذا، فإن سيزيف، هو بروليتاري الآلهة العاجز والمتمرد، ذلك الذي يدرك البعد الكامل لوضعه التعيس: والذي به يفكر أثناء نزوله. والاستبصار الذي من المفترض أن يؤرقه يستهلك في الوقت نفسه انتصاره. لأنه ليس هناك من مصير لا يمكن للاحتقار أن يتجاوزه.
Auteur: Albert Camus