شيئا فشيئا دخلت ثناياى، سارت فى الماضى وعرفت الحاضر. امرأة تسير بثقة وتُؤَدة فى غابة لا تهابها، تجد حجرا فتقلبه كى ترى ما تحته، تقابل وحشا فتمسح عليه بيدها فيسكن وتسأله عن قصته، تصادف طرقات فتطرقها، أشجارا تتسلقها، فواكه تقطفها وقبور موتى تدعو لهم. تجد مركبا فى نهر فتتنزه به، أو بحيرة فتخلع ملابسها وتسبح فيها وتغرى ماءها بجمالها حتى تتعبا وتستلقى على الشاطئ بعدها وتنام. ويوما بعد يوم صارت تعرف الغابة كلها، بحلوها ومرها، وتعرف كى تسير فى أكثر طرقها وعورة دون أن تصاب أو تؤلم صاحبها. وشيئا فشيئا، تركتنى أكتشفها، وفتحت لى حكاياها.
Auteur: عزالدين شكري فشير