ثم اعلم أنه ليس بأنفس الكتب ولا بأجلّها الكتاب الذي تتوقّ إلى إعادته بعد قراءته, وليس بأفرغ الكتب ولا بأقلها الكتاب الذي تقنع بتركه بعد الفراغ منه. فإنك ربما صادفك الكتاب الأجوف المغلق فأعجبتك رنّته فجعلت تقلبه على كل جنب لعلك أن تخلُص إلى لبابه ولا لباب له, وربما صادفك السفر القيم الشافي فانتهيت إلى آخره مرتاحا مصدقا فقنعت بذلك منه. وقد عهدنا الناس يمنعهم البخيل فيراجعونه ويلحّون عليه, ويعطيهم المُنعم الكريم فيهجرونه ويُعرِضون عنه. وتلك ضرائبهم في مصاحبة الكتب. فلا تكن في المطالعة من هؤلاء.

Auteur: عباس محمود العقاد

ثم اعلم أنه ليس بأنفس الكتب ولا بأجلّها الكتاب الذي تتوقّ إلى إعادته بعد قراءته, وليس بأفرغ الكتب ولا بأقلها الكتاب الذي تقنع بتركه بعد الفراغ منه. فإنك ربما صادفك الكتاب الأجوف المغلق فأعجبتك رنّته فجعلت تقلبه على كل جنب لعلك أن تخلُص إلى لبابه ولا لباب له, وربما صادفك السفر القيم الشافي فانتهيت إلى آخره مرتاحا مصدقا فقنعت بذلك منه. وقد عهدنا الناس يمنعهم البخيل فيراجعونه ويلحّون عليه, ويعطيهم المُنعم الكريم فيهجرونه ويُعرِضون عنه. وتلك ضرائبهم في مصاحبة الكتب. فلا تكن في المطالعة من هؤلاء. - عباس محمود العقاد


©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab