إن هؤلاء الشباب يُدهشونني: فهم يروون، إذ يحتسون قهوتهم، قصصا واضحة ومحتملة الوقوع. وإذا سُئلوا عما فعلوا البارحة، لا يضطربون بل إنهم يُجيبونك بكلمتين. لو كنت مكانهم، لتلعثمت. ومن الحق أن ليس ثمّة بعد من يهتم بكيفيّة أستعمالي لوقتي. إن من يعش وحيدا، لا يعرف حتى معنى أن يروي. فإحتمال وقوع الأحداث يختفي في الوقت نفسه الذي يختفي فيه الأصدقاء».

***

«وأرى في الجدار ثُقبا أبيض، إنهُ المرآة. إنهُ فخ، وأنا أعلم أني سأتداعى لأسقط فيه. وقد حدث. لقد بدا لي الشيء الرمادي في المرآة، فأقترب لأنظر إليه، فيستحيل عليَّ حينها أن أغادر.

إنهُ إنعكاس وجهي. غالبا ما أبقى لأتأمله في هذه النهارات الضائعة، وأنا لا أفهم شيئا منه.. هذا الوجه. إن لوجهِ الآخرين معنى، أمّا وجهي.. فلا. بل أنا لا أستطيع أن أقرر هل هو جميلٌ أم قبيح. أعتقد أنهُ قبيح.. لأنهم قالوا لي ذلك. ذلك لا يثير إستغرابي، بل يصدمني في الحقيقة؛ أن يعزوا لهُ صفات من هذا النوع، كما لو كانوا يصفون بالجمال أو القبح، قطعة أرضٍ أو كتلة من صخر».

Auteur: Jean-Paul Sartre

إن هؤلاء الشباب يُدهشونني: فهم يروون، إذ يحتسون قهوتهم، قصصا واضحة ومحتملة الوقوع. وإذا سُئلوا عما فعلوا البارحة، لا يضطربون بل إنهم يُجيبونك بكلمتين. لو كنت مكانهم، لتلعثمت. ومن الحق أن ليس ثمّة بعد من يهتم بكيفيّة أستعمالي لوقتي. إن من يعش وحيدا، لا يعرف حتى معنى أن يروي. فإحتمال وقوع الأحداث يختفي في الوقت نفسه الذي يختفي فيه الأصدقاء».<br /><br />***<br /><br />«وأرى في الجدار ثُقبا أبيض، إنهُ المرآة. إنهُ فخ، وأنا أعلم أني سأتداعى لأسقط فيه. وقد حدث. لقد بدا لي الشيء الرمادي في المرآة، فأقترب لأنظر إليه، فيستحيل عليَّ حينها أن أغادر.<br /><br />إنهُ إنعكاس وجهي. غالبا ما أبقى لأتأمله في هذه النهارات الضائعة، وأنا لا أفهم شيئا منه.. هذا الوجه. إن لوجهِ الآخرين معنى، أمّا وجهي.. فلا. بل أنا لا أستطيع أن أقرر هل هو جميلٌ أم قبيح. أعتقد أنهُ قبيح.. لأنهم قالوا لي ذلك. ذلك لا يثير إستغرابي، بل يصدمني في الحقيقة؛ أن يعزوا لهُ صفات من هذا النوع، كما لو كانوا يصفون بالجمال أو القبح، قطعة أرضٍ أو كتلة من صخر». - Jean-Paul Sartre




©gutesprueche.com

Data privacy

Imprint
Contact
Wir benutzen Cookies

Diese Website verwendet Cookies, um Ihnen die bestmögliche Funktionalität bieten zu können.

OK Ich lehne Cookies ab