حدثنا زواوي ابن عم زفتاوي..
قال : جاءني الشيطان/
في صورة إنسان/
وقال: خلاص يا عم صُمت واتبسطت/
وهزّأت كرامتي ومرمطت/
وخلّتني عيطت/
فقلت: تكلم بالفصحي العربية/
ولا تتكلم بالعامية /
فقال : حسناً سأفتح لك قلبي/
وأكلمك بلغة (المتنبي)/
قلت : اتفضل أسمعني/
وإياك أن تخدعني/
فقال : لقد مضي رمضان/
شهر التقوي والإيمان/
وكما يقولون :ساعة لقلبك/
وساعة لربك/
فلا حرج الآن/
وبعد طول الحرمان/
أن تشرب كأس العصيان/
(رمضان وليَّ هاتها يا ساقي/
مشتاقةً تسعي إلي مشتاقِ)/
فهيا إلي الملذات/
وإشباع النظر من الحسناوات/
في الشوارع والفضائيات/
وعلي أرصفة الفيديوكليبات/
وتزود بالمعاصي الساخنة/
فما أحلي الحياة الماجنة /
ولا تقل سأصوم الستة البيض/
ويغريك الأمل العريض/
بالحور العين/
وجنات رب العالمين/
فما أصدق الشاعر عمر الخيام/
حينما قال من ألف عام :
لا تشغل البال بماضي الزمان ..
ولا بآتي العيش قبل الأوان/
واغنم من الحاضر لذاته ..
فليس في طبع الليالي الأمان/
ودعك من الأشعار الرومانسية/
وعليك بالأشعار الإباحية/
ويسعدني يا ابن الناس/
أن أهديك ديوان أبي نواس/
ليكون دليلك المضمون/
للفسق والمجون/
وإياك أن تصلي الفجر في جماعة/
فما أحلي النوم في هذه الساعة/
وإياك والذهاب للمساجد/
إن كان ولابد صلِّ وأنت بالبيت قاعد/
وعليك بالكذب والنفاق/
والنميمة ومفاسد الأخلاق/
فهي مسوغات النجاح في الحياة/
فقلت : لا حول ولا قوة إلا بالله/
اغرب عن وجهي ياحقير/
خسئت إلي جهنم وبئس المصير/
فقال ( أوكيه) لكن شاور عقلك/
فيما قلت لك/
فقمت للوضوء/
فرأيت نفسي الأمارة بالسوء/
وقد خرجت من قلبي/
ووقفت جنبي/
وقد عملت ما يسمي (النيولوك)/
فأخذت أهرش رأسي وأحك/
وقد اختلطت عليّ الأمور كثيراً/
لما رأيت نفسي في صورة (شاكيرا )/
وقلت : من أنتِ جتك البلاوي /
فقالت : أنا قرينتك يا زواوي/
فقلت وماهذا الذي أري ؟/
وما هذه الملابس المسخرة ؟!/
قالت خلاص رمضان راح/
فلا تقل (حي علي السلاح )/
بل استسلم لترتاح/
فالدنيا أمامك عامرة/
بالملذات الفاجرة/
وفجأة وجدتني في حفلة مثيرة/
وقد تعانق الشيطان وشاكيرا/
وأخذا في ( الدنص)/
أي الرقص/
علي أنغام موسيقي الذئاب/
التي تثير الأعصاب /
ثم أمسكتني شاكيرا من يدي/
وقالت تسمح لي بالرقصة دي/
وهنا انقطع النور/
وعمّ الديجور/
أي الظلام ..
وباظت الحفلة.
_______________________________________
احفظنا يا رحمن .. من شياطين الإنس والجان
نشر في الأخبار يوم 13 - 08 - 2012
Auteur: ياسر قطامش